صحة - الكوثر
وقد عرّف الباحثون المأكولات البحرية بأنها الأسماك ذات الزعانف (كأسماك التونا والقد والسلمون) بالإضافة إلى المحار (كالقريدس والسلطعون والحبار وجراد البحر)، تحتوي هذه المأكولات بروتينات معينة (مثل Parvalbumin) قد تسبب تفاعلاتٍ تحسسية تؤدي إلى حدوث صدمةٍ تأقية (هي تفاعلٌ شديد يحدث فجأة وقد يؤدي إلى الوفاة، أكثر أعراضه شيوعاً هي البثور الجلدية وتضيق الحلق وتورمه وبالتالي صعوبة التنفس، كما قد يُحرّض نوبة ربو، وهي حالةٌ تستوجب إجراءاتٍ إسعافيةً عاجلة تتطلب المعالجة بالأدرينالين).
أما الحساسية تجاه مشتقات الحليب فهي نادراً ما تسبب صدمة تأقية، ولكن يمكن أن يتلوث الحليب بكميات زهيدة من المكسرات مثلاً خلال مراحل التصنيع المختلفة وهذا ما قد يؤدي إلى صدمةٍ تأقيةٍ كتلك التي تحدث بسبب الحساسية تجاه البروتينات الموجودة في المكسرات.
يتفق أخصائيوّ التغذية في فريق الباحثين السوريين أن لا مشكلة تتعلق بالحساسية في تناول السمك مع اللبن، حيث إنّ إصابة شخصٍ ما بالحساسية تجاه بروتين معين في إحداهما أمرٌ واردٌ وشائع الحدوث، ولكن العلاقة بين السمك واللبن'>تناول السمك واللبن معاً وحدوث الوفاة لم يتم إثباتها من قبل، وإن حدثت فالأرجح أن يكون سببها إما الحساسية تجاه السمك أو الحساسية تجاه مشتقات الحليب أو تسمم غذائي ناتج عن فساد هذه الأطعمة (وبهذه الحالة تختلف الأعراض تماماً).
وجهة نظرٍ أخرى حول هذا الموضوع تقول إن السمك واللبن'>تناول السمك واللبن معاً لا يؤدي إلى تسمم غذائي وإنما مجرد اضطرابات هضمية، لأن الأطعمة عالية البروتين تتطلب وسطاً هضمياً عالي الحموضة، بينما تحتاج الأطعمة الغنية بالدسم والسكريات وسطاً أقل حموضة وبالتالي يؤدي وجودهما معاً في القناة الهضمية إلى مختلف أنواع الاضطرابات الهضمية كعسر الهضم والمغص وتطبل البطن والنفخة.