ويقول الكاتب كريستيان فاسكيز في تقرير نشرته صحيفة "الدياريو" الإسبانية، إن زيت الزيتون معروف بأنه واحد من المكونات الأساسية للحمية الغذائية والأطباق الرائجة في بلدان البحر الأبيض المتوسط. وقد أجريت العديد من الدراسات العلمية التي بينت الفوائد الصحية الكثيرة لهذا المنتج.
ولكن أغلب من يقبلون على استهلاك زيت الزيتون ويعرفون فوائده، لا يعرفون الكميات التي ينصح بتناولها كل يوم من أجل تحقيق أفضل استفادة.
وأشار الكاتب إلى أن واحدة من أهم الأعمال التي أنجزت للإجابة على كل هذه الأسئلة، هي دراسة أجرتها مجموعة كبيرة من الخبراء، في إطار مبادرة "بريديميد" PREDIMED study المخصصة لتقييم الأثار طويلة المدى للحمية الغذائية المتوسطية على صحة القلب والشرايين.
وهذه الدراسة ساهم فيها العديد من المستشفيات والجامعات من إسبانيا ومن دول أخرى، وشارك فيها أيضا أكثر من 7400 شخص.
وقد تم نشر نتائج هذا البحث في مجلة نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسين New england journal of medicine، وتوصل العلماء في نهايتها إلى أن الحمية المتوسطية مع إضافة زيت الزيتون البكر ترتبط بانخفاض مشاكل القلب والشرايين، حتى لدى الناس الذين يواجهون خطرا أكبر للإصابة بها.
والحمية المتوسطية هي نظام غذائي شائع في دول تقع على حوض البحر الأبيض المتوسط مثل إيطاليا وإسبانيا، وتعتمد على أغذية صحية مثل البقول وزيت الزيتون، وتشمل أغذية نباتية بشكل أساسي، مثل الخضار والفواكه والحبوب الكاملة والبقول والمكسرات، وتناول خمس حصص على الأقل يوميا من الخضار والفواكه، وتناول الأرز والمعكرونة الكاملة، واستخدام الزيوت الصحية، مثل زيت الزيتون، عوضا عن الزبدة والشحوم الحيوانية.
ما عدد ملاعق زيت الزيتون المنصوح بها يوميا؟
للإجابة عن التساؤلات حول كمية الزيت التي ينصح باستهلاكها للفرد، يشير الدكتور رامون أستروتش من المستشفى الجامعي في برشلونة ومنسق مبادرة "بريديميد"، إلى أن الاستهلاك اليومي المنصوح به هو 40 ملليلترا، أو 37 غراما، وقد تكون الكمية 46 غراما.
وملعقة الطعام tablespoon تعادل 15 ملليلترا، أي الكمية المثالية يوميا حوالي 3 ملاعق طعام.
وبحسب هذا المختص فإن استهلاك هذه الكمية المتوازنة يوميا يمكن من الاستفادة من كل فوائد زيت الزيتون، إلى جانب خفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين، حيث إن هذا النظام يخفض ضغط الدم ويحقق تحسنا في الوظائف العقلية، ويبعد خطر الإصابة بالسكري، والمعاناة من الاكتئاب.
كما بينت الدراسة أنه بعد الاستهلاك المنتظم لزيت الزيتون في إطار الحمية المتوسطية لمدة 5 سنوات، لاحظ الباحثون انخفاضا في وزن الجسم ودهون الخصر، مقارنة بالأشخاص الذين اتبعوا حمية مختلفة.
يؤكد الدكتور رامون على أهمية زيت الزيتون من الصنف البكر الممتاز. أما الفرق بين زيت الزيتون العادي وزيت الزيتون البكر الممتاز فهو يتمثل في طريقة الكبس والاستخراج والتصفية. فالزيت البكر لا يحصل عليه إلا من خلال الطريقة الميكانيكية، والمتمثلة في كبس وطرد وتصفية الزيتون، بشكل يضمن صفائه.
أما زيت الزيتون العادي فإنه يمر بعمليات تخمير ويتعرض للتلوث، وحتى يكون صالحا للأكل يجب أن يخضع لعمليات تكرير وتنقية ومعالجة، والنتيجة هي زيت زيتون عادي تكون منافعه الغذائية أقل بكثير.