نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الحل المثالي لمواجهة مشاكل عدم القدرة على النوم فور الذهاب إلى الفراش.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إن الأرق يعدّ من الأمراض التي تتطلب علاجا فعليا، يبدأ من خلال التشخيص المناسب، وصولا إلى تحديد التقنيات التي تساعد على الشفاء من هذا المرض. ومن هذا المنطلق، صدر مؤخرا اختراع يساعد على تجاوز هذه المشكلة.
من المعلوم أن الأرق يمثل أحد المشاكل التي تؤثر على مزاج الشخص وعواطفه. وغالبا ما يؤدي إلى الشعور بحالة من التعب والإحباط والتوتر، وهو ما يزيد الأمر تعقيدا. وفي هذا السياق، هناك بعض الطرق التي يمكن تجربتها قبل اللجوء إلى استشارة طبيب مختص أو الذهاب إلى الصيدلية. ويقتصر الأمر في الواقع على حيلة بسيطة تكمن في النظر إلى الضوء أعلى رأسك في السقف.
وأوردت الصحيفة أنه قد تبين مؤخرا أن النظر إلى الضوء الأزرق، والتنفس بعمق، يساعدان على النوم وتجنب مشاكل الأرق. لكن الأمر لا ينطبق على كل أنواع الضوء، وإنما يجب أن يكون بمثابة نقطة زرقاء. وبناء على ذلك، تم اختراع قرص يسمى "دودوو" "Dodow"، يتم وضعه على طاولة السرير، ثم توجيهه نحو السقف وكأنه نوع من الليزر.
وأضافت الصحيفة أن تأثير هذا الجهاز مرتبط بالتنفس، حيث يجب أن تنسجم طريقة تنفس الشخص مع عمل الجهاز. في هذه الحالة، لا بد أن يعمد الفرد على استنشاق الهواء عند اتساع حلقة القرص، ثم إخراجه عندما تنكمش. إلى جانب ذلك، يمكن تعديل الجهاز على العمل لمدة ثماني دقائق أو عشرين دقيقة، وذلك بالاعتماد على المدة التي ترغب في استغراقها قبل النوم.
والجدير بالذكر أن هذا الجهاز صمم أيضا للحد من مشاكل الأرق المتعلقة بالإجهاد. وبناء على ذلك، أكد مصمم هذا الجهاز أن التنفس البطيء يمكن أن يضعف استجابة الجسم للإجهاد، ويحد من عملية إفراز الجسم لبعض الهرمونات، على غرار الكورتيزول.
ونقلت الصحيفة تجربة ليبي جالفين، التي قامت باختبار هذا الجهاز. واعترفت هذه الفتاة بأنها قد جربت جميع الحلول لعلاج مشكلة الأرق لديها، من البابونج إلى العلاج السلوكي المعرفي. وصرحت ليبي جالفين بأنه في البداية راودتها العديد من الشكوك فيما يتعلق بمفعول هذا الجهاز، لكنها اكتشفت فيما بعد أن هذا الضوء الأزرق له تأثير سحري يساعد على الاسترخاء.
وأبرزت الصحيفة أن تجربة الفتاة مع هذا الجهاز باءت بالفشل في البداية. فقد كانت تحاول الاسترخاء والتنفس بعمق وببطء في الآن ذاته، لكنها لم تستطع أن توفق بين نسق تنفسها وسطوع الضوء في الوقت المناسب. وعندما توقف الضوء عن العمل تلقائيا بعد 8 دقائق، كانت لا تزال مستيقظة. في الأثناء، عملت الفتاة، خلال الليلة التالية، على المزامنة بين تنفسها وتحركات نقطة الضوء المنبعثة من الجهاز؛ لمعرفة ما إذا كان لهذا الضوء الأزرق أي تأثير، لكنها لم تغفو أيضا.
وأكدت الصحيفة أن هذه الفتاة قررت إثر ذلك النوم في الظلام بشكل كلي؛ لأن الضوء المنبثق من هذا القرص، وعلى الرغم من قَتامته، إلاّ أنه لا يظل مشرقا جدا في الظلام. في الوقت ذاته، تتطلب محاولة التركيز مع الضوء في حد ذاتها مجهودا كبيرا. بعد مرور أسبوعين تقريبا تغير كل شيء، وتمكنت ليبي جالفين من الخلود إلى النوم بعد ثماني دقائق من الاستلقاء في الفراش. وجعلها ذلك تشعر بتجدد طاقتها في صباح اليوم الموالي.
وتجدر الإشارة إلى أن مشاكل النوم عامة ترتبط بعمل الجهاز العصبي. وفي هذا الصدد، أكد خبير النوم، الدكتور نيل ستانلي، أن "الإنسان يحتاج إلى ثلاثة أشياء ليتمكن من النوم بعمق، ألا وهي غرفة مظلمة وهادئة وباردة ومريحة تغريك بأن تخلد إلى النوم، جنبا إلى جنب مع جسم مسترخ وعقل هادئ".
وأفادت الصحيفة بأن هناك بعض الأشخاص الذين يلجؤون إلى ممارسة أنشطة التأمل والتركيز، ما يساعدهم على النوم بسهولة. من جهة أخرى، يفضل البعض الاستماع إلى الموسيقى، في حين يستفيد البعض الآخر من ضوء هذا الجهاز؛ لمساعدتهم على التنفس ببطء، والخلود إلى النوم. وبالتالي، تعد هذه الأداة بمثابة حليف مثالي بالنسبة للأشخاص الذين يجدون صعوبة في الاسترخاء، ما يحول دون إمكانية نومهم.
وفي الختام، أوردت الصحيفة على لسان الخبير، نيل ستانلي، أن "هذه الحالة أي صعوبة النوم فور الاستلقاء في الفراش تختلف عن حالة الأرق، التي تستوجب في غالب الأحيان تشخيصا من قبل طبيب مختص. وبالتالي، يمكننا القول إن هذا الجهاز ليس علاجا لحالة الأرق الفعلية". من خلال تعلم التنفس بشكل متناسق مع عمل هذا الاختراع؛ لتخليص العقل من المشاغل، قد تتمكن من النوم بسرعة، وبشكل جيد.
المصدر : صحيفة الكونفيدينسيال
104/102