وتعد حمية البحر الأبيض المتوسط غنية بزيت الزيتون والأسماك والفواكه والمكسرات، كما أن لها الكثير من الفوائد المعروفة مثل تقليل خطر الإصابة بالجلطات وأمراض القلب.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 6 مارس/آذار 2017، أشارت الدراسة التي نشرت بالمجلة الدولية للسرطان إلى أن الحمية يمكن أن تساهم بتقليل إصابة النساء بسرطان الثدي بمستقبلات الأستروجين السالبة ( ER-negative) وهو نوع يصيب النساء بعد سن اليأس، ولا يمكن علاجه بالهرمونات.
وقال البروفيسور بيت فان دن براندت من جامعة ماسترخت الهولندية، والمسؤول عن البحث: "يساعد بحثنا في إلقاء الضوء على تأثير الأنظمة الغذائية على مدى خطورة الإصابة بمرض السرطان".
وأضاف: "لقد وجدنا علاقة قوية بين حمية البحر الأبيض المتوسط وانخفاض نسبة الإصابة بسرطان الثدي بمستقبلات الأستروجين السالبة بين النساء بعد سن اليأس، وحتى بين النساء اللواتي لا يتواجدن في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
يعد تشخيص هذا النوع من المرض أصعب مقارنة بغيره من سرطان الثدي."
وكان الباحثون قد أجروا فحوصات على 62 ألفاً و537 امرأة بأعمار تتراوح ما بين 55 و69 عاماً على مدار عقدين من الزمن. وكان جميعهن مشاركات في الأبحاث الهولندية الجماعية للكشف عن العلاقة ما بين الأنظمة الغذائية والسرطان التي بدأت 1986.
وتمت مراقبة الأنظمة الغذائية للمشاركات لمعرفة مدى اتباعهن للنمط المتوسطي الذي يمتاز أيضاً بقلة استهلاك اللحوم الحمراء والحلويات والحبوب المنتقاة مثل الخبز الأبيض والأرز الأبيض.
ومن بين النساء المشاركات بالدراسة، أصيبت 3354 بسرطان الثدي، لكن لم تشمل 1033 حالة منها في عملية التحليل كون هؤلاء النسوة يمتلكن تاريخاً في العائلة لهذا المرض و/أو كانت بياناتهن الغذائية غير مكتملة أو متضاربة. وأخذ التحليل بعين الاعتبار المكونات المختلفة لحمية البحر الأبيض المتوسط كلاً على حدة، ليجد أن أكثر الأطعمة التي أثرت عكسياً على سرطان الثدي بمستقبلات الأستروجين السالبة كانت المكسرات ثم الفواكه فالسمك.
وخلص الباحثون أنه، ومع أخذ العلاقة بين السبب والمسبب بعين الاعتبار، إذا تناول الجميع مكونات حمية البحر الأبيض المتوسط فإنه يمكن تجنب حوالي ثلث حالات سرطان الثدي بمستقبلات الأستروجين السالبة و2.3% من جميع حالات سرطان الثدي. كما أكدوا أن نتائجهم مؤكدة من خلال دراسات جماعية وبحسب "تحليل ميتا" (التحليل التجميعي وهو يهدف لتقييم منهجي وتلخيص نتائج عدد من الدراسات الفردية، وبالتالي، زيادة حجم العينة وقدرة الباحث على دراسة الآثار المترتبة).
ووصف الدكتور باناغيوتا ميترون، مسؤول تمويل الأبحاث في صندوق تمويل أبحاث السرطان، هذه الدراسة بأنها على قدر عال من الأهمية، وقال: "أصبح سرطان الثدي شائعاً في المملكة المتحدة، لذا تعد الوقاية أمراً ضرورياً إذا أردنا خفض معدلات الإصابة بين النساء. نرحب بمزيد من الأبحاث التي يمكن أن تساعدنا على فهم العوامل التي تؤدي للإصابة بمختلف أنواع السرطانات."
ويعد سرطان الثدي الأكثر انتشاراً بين النساء في المملكة المتحدة مقارنة بغيره من السرطانات، إذ تسجل 53 ألف حالة جديدة كل عام. وقالت دراسة مصغرة نشرت عام 2016 وقدمت خلال اجتماع الجمعية الأميركية للأورام أن اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط قد يساعد على عدم عودة سرطان الثدي.
من جانبها، وصفت إيما بينيري، مدير مركز العناية بالسرطان، البحث الجديد بأنه مثير للاهتمام، وأضافت: "نعلم الآثار المدمرة لتشخيص مثل هذا، وهذه الدراسة تمنحنا دليلاً جديداً على أن اتباع نظام غذائي صحي مليء بالدهون قليلة الإشباع المفيدة يمكنه أن يؤدي دوراً هاماً في الحد من الإصابة بالسرطان."
وأردفت: "لكن من المهم تذكر أنه في الوقت الذي تؤثر فيه خيارات أساليب الحياة اليومية مثل الطعام المتوازن والتمارين الرياضية المنتظمة على الحد من المرض، إلا أنها لا تضمن ذلك نهائياً. لذا من المهم للمرأة أن تعرف أعراض سرطان الثدي وسؤال الطبيب العام عما يقلقها."
وينصح الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب في المملكة المتحدة باتباع حمية البحر الأبيض المتوسط. وكانت إدارة الصحة العامة قد قالت إن الحمية تتوافق مع النصائح التي تصدرها الجهات الرسمية في المملكة المتحدة، والتي توصي بالتخفيف من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والدهون والملح.
المصدر: هافينغتون بوست عربي