التحدث بلغتين: درع ذهني ضد الزهايمر

الإثنين 4 نوفمبر 2024 - 13:56 بتوقيت مكة
التحدث بلغتين: درع ذهني ضد الزهايمر

تؤكد الدراسة الكندية الحديثة على أهمية ازدواجية اللغة كعامل وقائي محتمل ضد مرض ألزهايمر، حيث وُجد أن التحدث بلغتين يمكن أن يؤخر ظهور المرض لمدة تصل إلى خمس سنوات مقارنة بالأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة فقط.

الكوثر - الصحة والعافية

وتشير هذه النتيجة إلى أن تعلم لغة ثانية قد يُعزز من مرونة الدماغ الإدراكية، مما يسمح للدماغ باستخدام مسارات بديلة للقيام بوظائفه عند مواجهة التلف أو التدهور المرتبط بالتقدم في السن.

في الدراسة التي نُشرت في مجلة "ازدواجية اللغة: اللغة والإدراك" من قبل باحثي جامعة كونكورديا الكندية، تم إجراء تحليل عبر التصوير العصبي لعدد من كبار السن، وشمل التحليل مجموعات متعددة حسب الحالة الإدراكية؛ فشملت بعض المجموعات كبار السن ذوي وظائف إدراكية طبيعية، وأخرى شملت أشخاصاً معرضين لخطر التدهور الإدراكي، إضافةً إلى مجموعة مرضى الزهايمر.

وخلص الباحثون إلى أن مرونة الدماغ لدى ثنائيي اللغة تُظهر قدرات تكيفية أكبر، حيث تُنشط مناطق معينة في الدماغ عند الحاجة إلى وظائف إدراكية مهمة، مثل معالجة المعلومات اللغوية. وتشير هذه النتائج إلى أن تعلم لغات جديدة قد يكون وسيلة فعالة لتعزيز "الاحتياطي الإدراكي" والحد من مخاطر التدهور العصبي.

إقرأ أيضا

 

تلعب مفاهيم الحفاظ على صحة الدماغ، والاحتياطي الدماغي، والاحتياطي الإدراكي دوراً كبيراً في فهم كيف يمكن للعوامل الحياتية أن تساعد في الحفاظ على وظائف الدماغ مع التقدم في العمر وتقليل تأثير الشيخوخة عليه.

الحفاظ على صحة الدماغ (Brain maintenance): يركز على أهمية المحافظة على الدماغ بشكل جيد من خلال عوامل صحية مستدامة تساعد على تقليل تلفه، مثل التحفيز الذهني (كممارسة لغتين أو الأنشطة الفكرية)، ونمط الحياة الصحي المتوازن من حيث التغذية، الرياضة، والنوم. الهدف من الحفاظ على صحة الدماغ هو تأخير ظهور علامات التدهور المرتبطة بالعمر.

الاحتياطي الدماغي (Brain reserve): يرتبط بالبنية الفيزيائية للدماغ، كحجمه أو كمية المادة الرمادية فيه، مما يتيح له تحمّل تأثيرات التقدم في السن أو الأمراض مثل الزهايمر لفترة أطول قبل أن تبدأ أعراض التدهور بالظهور. يمكن للأدمغة ذات الاحتياطي الأكبر أن تستمر في العمل بكفاءة رغم التلف الطفيف، وذلك بفضل كبر حجم الدماغ أو كثافة المادة فيه.

الاحتياطي الإدراكي (Cognitive reserve): يُشير إلى قدرة الدماغ على إعادة توجيه الوظائف عبر مسارات بديلة عند تلف مناطق معينة، مما يسمح له بالاحتفاظ بوظائفه الإدراكية عبر الاستفادة من المرونة الدماغية أو "اللدونة العصبية" التي تتطور عبر الخبرات والتعلم المستمر. تساعد هذه المرونة الإدراكية في تمكين الدماغ من استخدام مناطق غير معتادة للقيام بمهام معينة، كالتحدث أو تذكر المعلومات.

كل من هذه المفاهيم يُسلط الضوء على أهمية الاستمرار في التحفيز الذهني والنشاط الجسدي، إلى جانب اتباع نمط حياة صحي، لدعم مرونة الدماغ وقدرته على التكيف مع التغيرات التي تأتي مع التقدم في العمر.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الإثنين 4 نوفمبر 2024 - 12:30 بتوقيت مكة