وأصبحت المريضة الأميركية المصابة بسرطان الدم أول امرأة وثالث شخص على الإطلاق يتعافى من فيروس “إتش.آي.في” المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (“الإيدز”)، بعد خضوعها لعملية زراعة خلايا جذعية.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، استخدم العلماء دماء الحبل السري، الغنية بالخلايا الجذعية، لعلاج المريضة، من متبرع كان مقاوماً بشكل طبيعي للفيروس، ويتطابق بشكل جزئي من الناحية الجينية مع المرأة التي تلقت أيضاً دماءً من أحد الأقارب، لإعطاء جهازها المناعي “دفعة مناعية موقتة” أثناء عملية زرع الخلايا الجذعية.
والمرأة في منتصف العمر وتنحدر من أكثر من عرق، وهو أمر مهم من الناحية العلمية، إذ يعتقد أنّ فيروس “الإيدز” يتطور بشكل مختلف عند اختلاف الجنس والعرق.
وأصيبت المراة بالمرض عام 2013، ثم أصيبت بسرطان الدم عام 2017، وهو سرطان يبدأ في الخلايا المكونة للدم في نخاع العظم. وعرضت حالتها في مؤتمر علاج الفيروسات القهقرية، المنعقد في ولاية كولورادو الأميركية، والعلاج عن طريق دماء الحبل السري أسلوب علاجي جديد قد يجعل العلاج متاحا لعدد أكبر من المرضى.
وبذلك تعد المرأة الأميركية ثالث شخص على الإطلاق يتعافى من فيروس “إتش.آي.في” المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب. ومنذ تلقيها دم الحبل السري لعلاجها من اللوكيميا النخاعية الحادة، كانت أعراض “الإيدز” خامدة لديها. وشفيت من الفيروس طوال 14 شهراً، دون الحاجة إلى العلاجات القوية لفيروس “إتش.آي.في” والمعروفة باسم العلاجات المضادة للفيروسات الرجعية.
وحدثت الحالتان السابقتان للشفاء بين الذكور، أحدهما أبيض والآخر لاتيني. وشفي المريض الأول من الإصابة بعد أن حصل على عمليتي زرع نخاع وخضع لعلاج إشعاعي مكثف، فيما شُفي الثاني بعد أن حصل على عملية زرع واحدة وعلاج كيميائي أقل كثافة.
وتختلف الطريقة التي عولجت بها المرأة عن المريضين السابقين بشكل كلي. وقالت شارون ليوين، الرئيسة المنتخبة لـ”جمعية الإيدز الدولية”، في بيان، إنّ “هذا هو ثالث إعلان عن تعافٍ لحالة مصابة وفقا لهذه الطريقة، والأول الذي يخص امرأة مصابة بفيروس إتش.آي.في”.
وحالة المرأة جزء من دراسة أكبر مدعومة من الولايات المتحدة تحت قيادة الدكتورة إيفون برايسون من “جامعة كاليفورنيا لوس انجليس”، والدكتورة ديبورا بيرسود من جامعة “جونز هوبكنز” في بالتيمور. وتهدف إلى متابعة 25 مصاباً بفيروس “إتش.آي.في” خضعوا لعملية زرع خلايا جذعية مأخوذة من دم الحبل السري لعلاج السرطان وحالات مرضية خطيرة أخرى.