حذّرت منظمة الصحة العالمية من احتمال اختبار أوروبا شتاءً كارثياً، مع توقّع وفاة قرابة نصف مليون شخص جراء “كوفيد-19”.
ويأتي هذا التنبيه عقب تسجيل ارتفاع كبير في الإصابات، والشكوى من تعثر في عملية التلقيح في أجزاء عديدة من القارة العجوز.
وتواجه معظم الدول الأوروبية ارتفاعاً في عدد الإصابات، وبينها ألمانيا التي أعلنت مؤخرا، عن تسجيلها رقماً قياسياً في عدد الإصابات اليومية منذ بدء الجائحة.
ونبّه المدير الإقليمي لمنطقة أوروبا في منظمة الصحة العالمية هانس كلوغه من أنّ وتيرة انتقال العدوى المتسارعة في المنطقة “مقلقة جداً”، وقال “إنّنا عدنا مجدّداً لنكون مركز الجائحة”.
وأوضح كلوغه أنّ “مصدراً موثوقاً توقّع، في حال بقينا على هذا المسار ستسجّل المنطقة وفاة نصف مليون شخص إضافي جراء كوفيد-19، بحلول شباط/فبراير”.
ولفت إلى أنّ 43 من أصل 53 دولة في أوروبا قد تشهد إقبالاً كبيراً أو قياسياً على الاستشفاء.
وتسعى دول كبيرة عدة لمكافحة عودة انتشار متحور دلتا من فيروس كورونا. وتعاني دول أوروبا الشرقية من تفشي فيروس كورونا بسرعة كبيرة، إذ سجّلت روسيا عدد إصابات قياسي، وكذلك الأمر في ألمانيا، في حين فرضت مدينة كييف، عاصمة أوكرانيا، تدابير صارمة الإثنين.
وقد أعرب العديد من الخبراء عن قلقهم من أنّ ارتفاع عدد الإصابات بـ”كوفيد-19″، بالتزامن مع الانفلونزا الموسمية خلال فصل الشتاء، قد يضع العاملين في الرعاية الصحية تحت ضغوط يصعب السيطرة عليها خلال فترة أعياد الميلاد ورأس السنة.
وأشارت منظمة الصحة العالمية في تقريرها الأخير إلى أنّه تمّ تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بنسبة 6% مقارنة مع الأسبوع الفائت. وهذه هي النسبة الأكبر المسجّلة على الإطلاق في أي منطقة في العالم، في حين سجّلت مناطق أخرى “تراجعاً أو استقراراً” لجهة تفشي فيروس كورونا.
وقال كلوغه “إننا وصلنا إلى مرحلة خطيرة أخرى من تجدّد الجائحة”. واعتبر أنّ الموجة الجديدة مردّها إلى عاملين: التخفيف من إجراءات مكافحة “كوفيد-19″، والتغطية اللقاحية غير الكافية في دول البلقان وتلك الواقعة شرقي القارة.
وأشار إلى أنّ “معدل الاستشفاء في الدول التي كان الإقبال فيها على التلقيح منخفضاً أعلى، وتزداد بسرعة كبيرة بالمقارنة مع الدول التي سجّلت نسبة عالية من التلقيح”.