وهناك عدد من العلامات التي تدل على ضعف البصر وبعضها يحتاج إلى تدبير عاجل.
وقال استشاري البصريات روبرت لونغهيرست: “من المهم أن يخضع أي شخص يزيد عمره عن 40 عاما لاختبارات بصر منتظمة لحماية عينيه ورؤيته وأي شخص لديه أعراض مثل تلك المذكورة أدناه يجب أن يرى طبيب عيون على الفور. وفقط من خلال إجراء فحص شامل يمكن تحديد أسباب الأعراض ومن ثم تقديم أفضل نصيحة بشأن ما يجب القيام به”.
الأضواء الساطعة والعوائم
عوائم العين هي البقع الداكنة في الرؤية، والتي تطفو عند تحريك العين. وعادة ما تكون ناجمة عن انهيار طبيعي في مادة تشبه الهلام داخل العين تسمى الخلط الزجاجي.
ومع ذلك، إذا لاحظت زيادة مفاجئة في العوائم، خاصةً إذا كانت مصحوبة بومضات من الأضواء في رؤيتك المحيطية، فمن المهم أن ترى طبيب عيون على الفور.
وعلى الرغم من أن هذا في حد ذاته أمر شائع وغير ضار، إلا أن الجسم الزجاجي يمكن أن يجر شبكية العين بشدة أثناء تحركها بعيدا ما يؤدي إلى تمزقها أو انفصالها. و”هذا يمكن أن يسبب العمى ويتطلب علاجا عاجلا، لذلك لا تتجاهل الأضواء الساطعة والعوائم”.
ظهور خطوط مستقيمة متموجة
يُطلق على الخطوط المستقيمة التي تظهر متموجة اسم metamorphopsia وهي ليست شيئا يجب تجاهله.
ويحدث التحول عندما تشرد طبقات الشبكية وهذا يمكن أن يكون علامة على الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
وقال روبرت: “إن الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD) يؤثر على الجزء الأوسط من الرؤية وهناك نوعان رئيسيان، الرطب والجاف. ويعد الجفاف أكثر شيوعا، وعلى الرغم من عدم وجود علاج له، إلا أنه يتطور ببطء شديد. بينما يتطور الضمور البقعي المرتبط بالعمر الرطب بسرعة ويسبب نمو الأوعية الدموية الجديدة وتسربها تحت الشبكية”.
وهذا يسبب فقدان البصر المفاجئ، والذي إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يكون دائما. ويحتاج الضمور البقعي المرتبط بالعمر الرطب إلى علاج عاجل بحقن العين.
بقعة عمياء مفاجئة في عين واحدة
قد تكون البقعة العمياء المفاجئة في عين واحدة ناتجة عن ثقب بقعي، وهو ثقب يظهر في الجزء الأوسط من شبكية العين يسمى البقعة الصفراء.
وفي معظم الأحيان، يكون سبب هذه الثقوب غير معروف، لكنها تصيب في الغالب النساء فوق سن الستين.
وأوضح روبرت أن الثقوب البقعية تسبب في البداية رؤية ضبابية ومشوهة لا يمكن تصحيحها بالنظارات. ولكن غالبا ما تكون هناك حاجة لعملية جراحية لتحسين الرؤية ومنع انفصال الشبكية، والذي يمكن أن يكون ناتجا عن ثقب بقعي والذي يمكن أن يسبب العمى.
فقدان البصر المفاجئ
أي فقدان مفاجئ للرؤية سواء كان عابرا أو مستمرا يحتاج إلى فحص طبي عاجل. وهناك العديد من الأسباب لفقدان البصر المفاجئ، لكن بعضها يهدد البصر والبعض الآخر قد يهدد الحياة.
ويمكن أن يحدث الفقد المفاجئ للرؤية في عين واحدة بسبب الصداع النصفي الشبكي، والذي قد يكون مصحوبا أو لا يصاحبه صداع”.
وقال روبرت: “الصداع النصفي من دون صداع يسمى أحيانا الصداع النصفي الصامت، ويُعتقد أن الصداع النصفي الشبكي يحدث عندما تتشنج الأوعية الدموية في العين”.
وقد تسبب الكمنة العابرة أو العمى العيني أحادي الجانب، والذي يعني سوادا عابرا، وفقدانا مؤقتا للرؤية بسبب نقص تدفق الدم إلى الشبكية.
وقال روبرت إن هذا يحدث عادة عندما تنتقل جلطة دموية صغيرة من الرقبة أو القلب إلى مؤخرة العين. وهذا النوع من فقدان البصر هو نذير لسكتة دماغية.
وأشار استشار البصريات إلى أن التهاب الشرايين العملاقة (Giant Cell Arteritis)، وهو التهاب يصيب بطانة شرايين الرأس، يمكن أن يؤدي أيضا إلى فقدان البصر.
وأضاف استشاري البصريات: “الأعراض الأخرى لالتهاب الشرايين العملاقة هي التعب، وآلام الفك عند المضغ. وإذا تُركت هذه الحالة دون علاج، يمكن أن تسبب عمى دائما.
وهناك أسباب أخرى لفقدان البصر المفاجئ وهي انفصال الشبكية والنزيف الزجاجي، حيث يوجد نزيف في أحد تجاويف العين. ويمكن أن يحدث هذا في مرض السكري أو من خلال صدمة للعين من بين أمور أخرى”.
فقدان تدريجي للرؤية
يعد الفقد التدريجي للرؤية أمرا شائعا جدا وقد يتطلب نظارات جديدة فقط. وسيحدد أخصائي العيون ما إذا كانت هذه هي الحالة أم لا، وإذا لم تعمل النظارات الجديدة على تحسين الرؤية، فقد يكون السبب هو إعتام عدسة العين.
وأوضح روبرت: “إعتام عدسة العين هو غشاوة طبيعية للعدسة داخل العين تتطور عادة مع تقدم العمر. يمكن أيضا أن تكون ناجمة عن الصدمة وبعض الأدوية. وعادة ما يتم إزالة إعتام عدسة العين جراحيا واستبدال العدسة المصابة”.
والسبب الأكثر شؤما لفقدان البصر التدريجي هو الغلوكوما، والذي يطلق عليه أحيانا “سارق البصر الصامت”.
وأوضح روبرت: “بحلول الوقت الذي يظهر فيه فقدان البصر مع الغلوكوما، يكون قد فات الأوان للعلاج. ولذلك، من المهم أن يخضع أي شخص فوق سن الأربعين ولديه تاريخ عائلي من الغلوكوما لاختبارات نظر سنوية. وأي شخص ليس لديه تاريخ عائلي يجب عليه إجراء الاختبار مرة واحدة على الأقل كل عامين.”
عين مؤلمة
يجب دائما فحص العين المؤلمة، حيث توجد العديد من الأسباب التي تتراوح من الأمراض البسيطة إلى الأمراض التي قد تهدد الحياة.
وعادة ما تكون العين المؤلمة ناتجة عن إصابة أو عدوى أو التهاب. ومن المحتمل أن يكون جفاف العين السبب الأكثر شيوعا لألم العين ويمكن أن يتسبب أيضا في تذبذب رؤية المريض.
وحذر روبرت من أنه في بعض الحالات النادرة يمكن أن ينجم ألم العين عن ورم.
عين حمراء
مثل العين المؤلمة، يمكن أن تكون العين الحمراء علامة على عدد من الحالات المختلفة، بينها التهاب الملتحمة الشائع للغاية والذي يشير إلى إصابة الغشاء الشفاف الذي يبطن الجفن ومقلة العين.
وعادة ما يكون من السهل علاج التهاب الملتحمة وليس له أي تأثير دائم على الرؤية.
وقال استشاري البصريات: “هناك سبب آخر لاحمرار العين وهو التهاب القزحية، التهاب الطبقة الوسطى من العين.
وعادة ما يتم وصف الستيرويدات ويتم علاج معظم الحالات، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي التهاب القزحية إلى إعتام عدسة العين والزرق.
المصدر: إكسبريس