وكشف عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة أسوان محمد زكي الدهشوري أن المستشفى استقبل مريضا يتألم بشدة عند قسم الاستقبال، وبعد إجراء الفحوصات الطبية عليه وعمل الأشعات اللازمة تم الكشف عن وجود التهابات شديدة في البطن والأمعاء نتيجة وجود موبيل مستقر بين المعدة والأمعاء، ما دفع الأطباء لإجراء عملية على وجه السرعة لإنقاذ حياة المريض.
من جانبه أوضح المدير التنفيذي لمستشفيات جامعة أسوان أشرف معبد أن الأمر كان طريفا وأصاب فريق الجراحة بالضحك، بعد استخراج الهاتف من بطن المريض في واقعة هي الأولى من نوعها.
وكان المريض قد أكد أنه ابتلع الهاتف منذ 6 أشهر، مشيرا إلى أن هذا الهاتف قد ساهم في حجب الطعام عنه جسمه حتى تمكن الأطباء من إنقاذه ووجه الشكر لفريق الجراحة الطبي وإدارة المستشفى الجامعي.
وقد أجرى هذه العملية فريق الجراحة بمستشفى أسوان الجامعي المكون من أيمن مندور مدرس الجراحة العامة، ومحمود حساني وعلاء ياسين ومحمد صلاح وعاونهم أكرم جعفري من تمريض العمليات.
من جانبه قال الطبيب المقيم بقسم الجراحة العامة في مستشفى أسوان الجامعي محمد صلاح في حديث،صحفي إن المريض الذي تم استخراج الهاتف من بطنه اسمه محمد إسماعيل محمد وهو مسجون وقد قام ببلع هذا الهاتف منذ 6 أشهر، وتم اكتشاف الأمر بالصدفة حين وصل لعيادة الجراحة وهو يشتكي من ألم في بطنه.
وأضاف صلاح: "قررنا عمل أشعة عادية وأخرى مقطعية وهو ما أظهر وجود موبيل في بطنه فقمنا على الفور بتجهيز غرفة العمليات واستخراج هذا الهاتف المحمول".
وتابع الطبيب المقيم بقسم الجراحة بالقول: "تبين أن هذا المريض هو مسجون وقد أخبرنا أنه يقوم ببلع الهاتف المحمول ثم يقوم بإخراجه مع البراز لاستخدامه داخل السجن، وهو معتاد على هذا الأمر حيث يمكن للهاتف صغير الحجم أن يسير في جهازه الهضمي، وهو يستخدم هواتف محمولة صغيرة لتنفيذ هذه العملية لكن في هذه المرة يبدو أنه قد نسي الهاتف داخل بطنه".
وبين أنه: "تم تغليف الموبايل بكيس بلاستيك وهو ما أدى لعدم هضم الموبايل وتقليل تأثيراته السلبية، ونحن من جهتنا لم نحاول فتح تغليف الكيس لأنه يعتبر حرز وأبلغنا الشرطة بالأمر وسلمنا الموبيل للشرطة".
وأشار إلى أن "المريض بحالة جيدة جدا وبدأ في شرب السوائل وحالته مستقرة حيث حالفنا التوفيق من الله، والموبايل كان موجودا بين المعدة والأمعاء، ومع حركة الأمعاء والمعدة شعر المريض بالألم لكن هذه الحركة لم تكن كافية لنزول الموبايل مع البراز، في حين أن المريض ظل يأكل ويشرب لمدة 6 أشهر بشكل طبيعي، لكن في النهاية بدأ يشعر بآلام شديدة في بطنه ما أدى لاكتشاف المشكلة، حيث أحضرته إدارة السجن لنا وحين أجرينا الأشعة له أخبرنا بأنه قد ابتلع هاتفا محمولا منذ 6 أشهر".
ويشير الطبيب إلى أن "الهاتف جسم غريب ووجوده في البطن كان من الممكن أن يسبب انسداد معوي أو انتفاخات وكان من الممكن أن نضطر لاستئصال جزء من الأمعاء لكن نحمد الله أن هذا لم يحدث".
ويلفت إلى أن: "المريض كان قد أجرى عمليات سابقة، فقد استأصل الكلية اليسرى على ما يبدو لأنه تعرض لطعنة أو ضربة فيها كما أنه قد بترت ذراعه اليسرى بسبب غرغرينة حدثت له بحسب كلامه حيث قال إن البتر تم في مستشفى بأسيوط كما أن بطنه فيها علامات كثيرة من إصابات سابقة بسبب دخوله في مشاجرات سابقة".
واختتم الطبيب محمد صلاح، المقيم بقسم الجراحة العامة في مستشفى أسوان الجامعي، حديثه بالقول: "صادفنا حالات كثيرة أغرب من ذلك لكن هذه الحالة كانت طريفة ومضحكة"