وقد تطلب القيام بذلك تغيير المركب كيميائيا ليتسلل بشكل أفضل إلى الخلايا السرطانية، حيث برهن عن زيادة في الفعالية تصل إلى 40 مرة.
وذكرت مجلة «نيو أطلس» الأسترالية أن البحث الذي أجراه علماء جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة الأدوية البيولوجية «نوكانا» تناول مركب يسمى كورديسيبين. وتم استخدام هذا النظير الطبيعي للنيوكليوزيد في علاج الأمراض الالتهابية والسرطان لمئات السنين، ولكنه يواجه العديد من العوائق التي تحد بشدة من فعاليته عند استخدامه لمعالجة الأورام.
ويعزى هذا إلى حد كبير لأنه عندما يدخل كورديسيبين مجرى الدم فإنه يتحلل بسرعة، وما يتبقى منه يحتاج نقله إلى الخلايا السرطانية بواسطة ناقل «نيوكليوزيد» ومن ثم تحويله إلى مستقلب مضاد للسرطان، وهذه تشكل العديد من العوائق مما يعني أن كميات ضئيلة منه تصل إلى الورم.
وقد سعت «نوكانا» إلى تسخير الإمكانات المضادة للسرطان في كوردسيبين، وتجهيزها بشكل أفضل لتجاوز هذه العوائق الطبيعية من خلال تقنية تسمى «بروتايد». وهذا التقنية مصممة لمعالجة أوجه القصور في نظائر النيوكليوزيد. وتعمل عن طريق ربط مجموعات كيميائية صغيرة بالمركب الذي يجعله أكثر مقاومة للتحلل في مجرى الدم، كما يمكنه من دخول الخلايا السرطانية من دون مساعدة ناقلات النيوكليوزيد. والمحصلة تفيد أن مستويات أكبر بكثير من المستقلبات المضادة للسرطان يتم إنتاجها وتنشيطها داخل الخلايا السرطانية.
ويطلق على هذا الشكل المعزز من الـ «كورديسبين» اسم «ان يو سي -7738»، وقد تم تقييم عقار العلاج الكيميائي الجديد من خلال الدراسات المختبرية، مما يدل على أنه يتغلب على آليات المقاومة التي تثبط المركب الأصلي. تم بعد ذلك استخدام عينات الورم التي تم الحصول عليها من التجارب السريرية للمرحلة الأولى للتحقق من فعاليته في البشر.
وبالمجمل، استنتج الباحثون أن «أن يو سي -7738» لديه ما يصل إلى 40 مرة من فعالية كوردسيبين الموجود بشكل طبيعي، وله آثار جانبية سامة محدودة.