ولطالما وُصِف الوزن الزائد والسمنة على أنهما عاملان يساهمان في مجموعة متنوعة من الحالات الصحية والمرضية، مما يعني أننا معتادون على التفكير فيها على أنها عيب صحي مطلق.
لكن توصلت دراسة جديدة إلى نتيجة مختلفة بعض الشيء، تفيد بأن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة من الأمراض والالتهابات التي يمكن أن تكون قاتلة.
وفقا لباحثين من جامعة غوتنبرغ في السويد، فإن الأشخاص ذوي محيط الخصر الأكبر هم أقل عرضة للوفاة من الالتهابات البكتيرية، مقارنة بالأشخاص النحيفين.
أثبتت الدراسات حتى الآن الصلة بين السمنة والمشاكل الصحية مثل مرض السكري وأمراض القلب وحتى أنواع معينة من السرطان.
وقال الباحث الكبير الدكتور آسا أليسيو في بيان صحفي:
“في سياق معظم الأمراض، يعتبر الوزن الزائد والسمنة من العيوب. وهذه العلاقة صحيحة بالنسبة لأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وحتى فيروس كورونا – إذ يرتبط مؤشر كتلة الجسم المرتفع بارتفاع معدل الوفيات. ولكن المفارقة أننا وجدنا في دراستنا علاقة عكسية”.
ومؤشر كتلة الجسم (BMI) هو مقياس معمول به يقوم بموجبه الأطباء والمهنيون بتقييم الوزن الصحي، والذي يقيس النسبة بين الطول والوزن.
بالنسبة لمعظم البالغين، يتراوح مؤشر كتلة الجسم الطبيعي بين 18.5 و24.9. يعتبر مؤشر كتلة الجسم فوق 25 زائد الوزن، وأكثر من 30 سمنة. تعتبر السمنة الآن مشكلة شائعة بين سكان العديد من البلدان.
قام الباحثون في الدراسة الحالية بمتابعة 2196 مريضا تم نقلهم إلى المستشفى وعلاجهم من الالتهابات البكتيرية في مستشفى سكاربورغ في السويد لمدة 9 أشهر.
في مجموعة المشاركين في الدراسة ذوي الوزن الطبيعي، توفي 26 في المائة من المرضى في غضون عام من دخولهم المستشفى.
ومن بين مجموعة زيادة الوزن والسمنة، كان هذا الرقم 9-17 في المائة فقط. هذه ليست الدراسة الأولى التي تجد أن زيادة الوزن لها تأثير وقائي ضد بعض الحالات الصحية.
تؤكد نتائج الدراسة السويدية، التي نُشرت في المجلة العلمية PLOS One، ما يسميه الباحثون “مفارقة البقاء والسمنة”، والتي تشير في الواقع إلى ميزة البقاء النسبية للأشخاص الذين يعانون من السمنة أو زيادة الوزن في حالات العدوى البكتيرية.
يقول الدكتور أليسيو “نحن نعلم أن هذه الميزة موجودة، ما لا نعرفه هو كيف تعمل بالضبط. نحتاج إلى مزيد من المعلومات حول آثار زيادة الوزن على جهاز المناعة. إحدى المجموعات التي يمكن استخدامها في مجموعة بحثية لهذا الغرض هم الأشخاص المصابون بالسمنة والذين يخضعون لجراحة علاج البدانة”.
من جهته، قال الدكتور جانر جاكوبسون، الذي شارك أيضًا في الدراسة: ” السمنة تنتشر حول العالم بمعدل ينذر بالخطر، نحتاج إلى مزيد من المعلومات حول كيفية تأثير الأوزان العالية على حماية الجسم من العدوى، حتى نتمكن من تصميم العلاج المناسب”.
وأضاف: “سلط وباء كورونا الضوء على الفئات الأكثر ضعفا – فقد تأثر الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة بشدة. من المحتمل أن المعلومات التي نجمعها حول تعامل مرضى السمنة مع الالتهابات البكتيرية يمكن أن تستخدم أيضا لتحسين فرص شفاء مرضى كورونا الذين يعانون من زيادة الوزن”.