وقد أدى تسليط الضوء على الآثار الجانبية للقاحات في الآونة الأخيرة إلى تصاعد الحديث بشأن إمكانية تعريض المزيد من الناس إلى مخاطر غير محتملة، الأمر الذي قد يدفع الملايين إلى ما هو أسوأ، وهو الإحجام عن التطعيم.
ويخشى بعض مسؤولي الصحة العامة في الولايات المتحدة من أن التوقف عن تناول لقاح جونسون آند جونسون، قد يغذي مشاعر التردد لدى ملايين الأميركيين بشأن اللقاح، ويعرض بالتالي المزيد من السكان لخطر أكبر، وهو الإصابة بفيروس كورونا.
وتصاعدت المطالب في الولايات، الثلاثاء، بتعليق استخدام لقاح جونسون آند جونسون ضد فيروس كورونا، حتى يتسنى للمختصين التحقيق في ست حالات نادرة للغاية عانت من جلطات بعد تناول اللقاح.
وبحسب خبراء في قطاع الصحة، يبدو أن تخثر الدم حتى الآن يؤثر على واحد فقط من كل مليون شخص يتم حقنهم باللقاح، ولم يتضح بعد ما إذا كان اللقاح هو السبب.
ومع ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في ولايات مثل ميشيغان ومينيسوتا، والتحورات الجديدة للفيروس المثيرة للقلق، يجد مسؤولو الصحة أنفسهم بين مطرقة الفيروس وسندان اللقاح، في وقت لا يمكنهم تحمل أي انتكاسات.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن الدكتور بول سايمون، كبير المسؤولين العلميين في إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس قوله: "نشعر بالقلق إزاء التحفظات المتزايدة بشأن لقاح جونسون آند جونسون، ولكن بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تمتد هذه التحفظات إلى مخاوف الجمهور بشأن اللقاحات الأخرى".
وقال مسؤولون في إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء، إن التوقف عن التطعيمات يمكن أن يستمر لأيام فقط أثناء التدقيق في حالات الجلطات، وتحديد ما إذا كانوا سيضعون قيودًا على استخدام اللقاح.
وحذر أطباء من أن تكون التداعيات الناجمة عن تناول لقاح جونسون آند جونسون مشابهة لتك التي حدثت في الآونة الأخيرة في بلدان أوروبية عدة، حيث أصيب بعض المواطنين بجلطات بعد تناول لقاح أسترازينيكا.
وبحسب أحدث استطلاع للرأي نُشرت نتائجه الشهر الماضي، فإن 61 بالمئة من الفرنسيين و55 بالمئة من الألمان، و52 بالمئة من الإسبان يعتبرون لقاح أسترازينيكا غير آمن".