وتشير مجلة BMJ Case Reports، إلى أن حالات تكرر الإصابة بـ "كوفيد-19" نادرة نسبيا، ومع ذلك لا يمكن للعلماء تحديد ما إذا كانت ناتجة عن إصابة جديدة، أم نشاط فيروس متبقٍ في الجسم.
وقد وصف باحثون من كلية الطب بجامعة ييل الأمريكية، حالة شخص (40 سنة) تعافى من "كوفيد-19"، ولكن بعد أربعة أشهر أصيب ثانية بالمرض، على الرغم من عدم ظهور أعراض عليه، وسلبية نتائج جميع الاختبارات التي أجريت. وعندما نقل إلى المستشفى في أبريل 2020 كان يعاني من ضيق التنفس مصحوب بصفير (صرير) ناتج عن اضطراب تدفق الهواء.
وكان هذا الشخص يعاني من النوع الثاني من السكري، وقصور في عمل الغدة الدرقية والسمنة. وخضع في المستشفى إلى عملية تهوية الرئتين ميكانيكيا، ووصف له الأطباء الأدوية المطلوبة بما فيها مضادات تخثر الدم.
وخلال شهرين من وجوده في المستشفى أصيب بمضاعفات خطيرة: عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، ونزف في المعدة والأمعاء، والالتهاب الرئوي، والقصور الكلوي، ومع ذلك تعافى وغادر المستشفى.
وخضع هذا المريض خلال ثلاثة أشهر بعد مغادرته المستشفى، إلى ثلاثة اختبارات للفيروس التاجي المستجد كانت نتائجها سلبية، ولكن نتيجة الاختبار الرابع في شهر أغسطس 2020 كانت إيجابية، وبعد مضي اسبوعين نقل ثانية إلى المستشفى.
وقد أكد المريض للأطباء، بأنه بعد مغادرته المستشفى، لم يتواصل عمليا إلا مع أقاربه، الذين لم تظهر عندهم أعراض الإصابة بالمرض، وكانت نتائج جميع الاختبارات التي خضعوا لها سلبية.
ووفقا لإرشادات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، النتيجة الإيجابية لاختبار SARS-CoV-2 خلال 90 يوما بعد الإصابة الأولى، هي أكثر دلالة على استمرار عملية تخلص الجسم من الفيروس، من تكرر الإصابة.
ولكن بالنظر إلى أن الفترة بعد الإصابة الأولى كانت أطول، فقد استنتج الأطباء، أن المريض أصيب بنوبتين منفصلتين، وكانت شدة المرض في الإصابة الثانية خفيفة، لوجود مناعة متبقية من الإصابة الشديدة الأولى.