وفي غضون شهرين تقريبا، تم إعطاء ما يقرب من 10 ملايين حقنة في المملكة المتحدة، أكثر بكثير من أي دولة أوروبية أخرى.
لكن التطعيم بالجرعة الثانية تأخر وبالتالي فإنها لم تحقق عملية التلقيح العام النتائج المرجوة منها.
ويضيف عالم الأحياء في تصريح لموقع "ياهو نيوز": "التلقيح على نطاق واسع أثناء نشاط الوباء يؤدي حتما إلى إنتاج طفرات هاربة من المناعة قادرة على مقاومة اللقاح".
وجاء تصريح غوستاف تعليقا على نشر الصحة العامة في إنجلترا نتائج تحقيق خلصت إلى أن المتغير الإنجليزي المعروف بـ"B.1.1.7"، عرضة للتطور، وبات يضم إلى جانب صفات الطفرة البريطانية المتمثلة بسرعة الانتشار، صفات ممانعة اللقاحات الموجودة بالطفرة المنتشرة في جنوب أفريقيا والبرازيل (E484K).
يذكر أن المركز الوطني للمعلومات والمعرفة حول فيروس كورونا لدى الاحتلال الإسرائيلي، شدد على أن التطعيم الشامل يمكن أن "يؤدي إلى ضغط على الفيروس ويولد طفرات".
وتم التعرف على طفرة E484K في جنوب أفريقيا والبرازيل، وهما دولتان تتمتعان بانتشار مرتفع للفيروس ما يسهل ظهور مثل هذه المتغيرات.
ويرجع السبب في ذلك، بحسب مختصين، إلى إصابة عدد كبير من الأشخاص بالعدوى وتشكيل العديد من خزانات الطفرات، لأن جزءًا كبيرًا من السكان يكتسب مناعة ضد كورونا الذي يخضع بفعل اللقاحات للضغط، و"يرد" بإخراج طفرات قادرة على الإفلات من اللقاح.
ويشرح الدكتور غوستاف ذلك بالقول: "يحاول الفيروس الذي يجد المزيد من الأشخاص المحصنين في مساره، تجاوز الأجسام المضادة بإنتاج طفرات جديدة".
ولم يعرف العالم هذه المتغيرات قبل نهاية عام 2020 "لأن قلة من الناس كانت محصنة" وفق غوستاف.
وسبق أن أوصت شركتا فايزر وموديرنا بألا تتعدى الفترة بين جرعتي التلقيح الـ21 والـ28 يومًا، على التوالي، بينما راهنت السلطات البريطانية على تبديل الوقت بين الجرعة الأولى والثانية حتى 12 أسبوعًا، من أجل حقن المزيد من الجرعة الأولى، لضمان مناعة جزئية، وهو ما أحدث العكس.