ووجدت الدراسة التي نُشرت مؤخرا في مجلة Journal of Clinical Periodontology، والتي أجريت على أكثر من 500 مريض مصاب بـ"كوفيد-19" أن أولئك الذين يعانون من أمراض اللثة كانوا أكثر عرضة بمقدار 3.5 مرة للدخول إلى العناية المركزة، و4.5 مرة أكثر عرضة للحاجة إلى جهاز التنفس الصناعي، وما يقرب من 9 مرات أكثر عرضة للوفاة مقارنة بمن ليس لديهم مرض اللثة.
وكانت علامات الدم التي تشير إلى وجود التهاب في الجسم أعلى بشكل ملحوظ في مرضى "كوفيد-19" الذين يعانون من أمراض اللثة مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك، ما يشير إلى أن الالتهاب قد يفسر معدلات المضاعفات المرتفعة.
وقال البروفيسور ليور شابيرا، الرئيس المنتخب للاتحاد الأوروبي لأمراض اللثة (EFP): "تشير نتائج الدراسة إلى أن الالتهاب في تجويف الفم قد يفتح الباب أمام فيروس كورونا ليصبح أكثر عنفا. يجب أن تكون العناية بالفم جزءا من التوصيات الصحية لتقليل مخاطر نتائج كوفيد-19 الوخيمة".
والتهاب دواعم السن، وهو شكل خطير من أمراض اللثة، يصيب ما يصل إلى نصف البالغين في جميع أنحاء العالم. ويسبب التهاب دواعم السن التهاب اللثة، وإذا ترك دون علاج، يمكن أن ينتشر الالتهاب في جميع أنحاء الجسم.
ويرتبط "كوفيد-19" باستجابة التهابية قد تكون قاتلة. لذلك، بحثت الدراسة الجديدة في العلاقة بين التهاب اللثة ومضاعفات "كوفيد-19".
وكانت هذه دراسة حالة وضوابط على الصعيد الوطني أجريت في قطر، ولديها سجلات صحية إلكترونية تحتوي على بيانات طبية وبيانات عن الأسنان. واشتملت الدراسة على 568 مريضا تم تشخيص إصاباتهم بـ"كوفيد-19" بين فبراير ويوليو 2020.
ومن هؤلاء، 40 لديهم مضاعفات (دخول وحدة العناية المركزة، تطلبوا جهاز التنفس الصناعي، أو الوفاة) و528 لم تحدث لهم هذه المضاعفات.
وجمعت المعلومات عن أمراض اللثة والعوامل الأخرى التي قد تترافق مع مضاعفات "كوفيد-19" بما في ذلك مؤشر كتلة الجسم (BMI) والتدخين والربو وأمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. كما تم الحصول على بيانات عن مستويات الدم للمواد الكيميائية المرتبطة بالالتهابات في الجسم.
ومن بين 568 مريضا بـ"كوفيد-19" في الدراسة، كان 258 (45%) يعانون من أمراض اللثة. وبعد التعديل حسب العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم وحالة التدخين والحالات الأخرى، كانت نسب الأرجحية لمضاعفات "كوفيد-19" في المرضى الذين يعانون من أمراض اللثة، مقارنة مع أولئك الذين لا يعانون من أمراض اللثة، 3.67% لجميع مضاعفات "كوفيد-19"، و3.54% لدخول وحدة العناية المركزة، و4.57% لمتطلبات جهاز التنفس الصناعي، و 8.81% للوفاة.
وصرح المؤلفون: "إذا ثبت وجود علاقة سببية بين التهاب دواعم السن وزيادة معدلات النتائج السلبية في مرضى كوفيد-19، فإن تأسيس وصيانة صحة اللثة قد يصبح جزءا مهما من رعاية هؤلاء المرضى".
وأشار البروفيسور ماريانو سانز من جامعة كومبلوتنسي بمدريد بإسبانيا، وهو أحد مؤلفي الدراسة، إلى أن بكتيريا الفم لدى مرضى التهاب دواعم السن يمكن استنشاقها وإصابة الرئتين، خاصة أولئك الذين يستخدمون جهاز التنفس الصناعي. وقال: "قد يسهم ذلك في تدهور حالة المرضى المصابين بكوفيد-19 ويزيد من مخاطر الوفاة. ويجب على طاقم المستشفى تحديد مرضى كوفيد-19 المصابين بالتهاب اللثة واستخدام المطهرات الفموية لتقليل انتقال البكتيريا".
وأوضح البروفيسور شابيرا أن العلاقة بين التهاب دواعم السن وأمراض الرئة بما في ذلك الربو والالتهاب الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) راسخة . وأضاف: "تضيف هذه الدراسة مزيدا من الأدلة على الروابط بين صحة الفم وأمراض الجهاز التنفسي. مرض شائع ولكن يمكن الوقاية منه وعلاجه".
وقال البروفيسور نيكولا ويست، الأمين العام للاتحاد الأوروبي لأمراض اللثة: "تسلط هذه الدراسة الضوء على ارتباط آخر بين أمراض اللثة وصحتنا الجهازية وتكرر الحاجة إلى رعاية أسنان مستمرة مدى الحياة للأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض اللثة ونهج وقائي قوي ضد التهاب اللثة لدى السكان".
ما الذي يمكنك فعله للوقاية من أمراض اللثة؟
- نظف أسنانك بعناية أكثر من مرة في اليوم باستخدام فرشاة أسنان يدوية أو كهربائية.
- نظف بين أسنانك يوميا باستخدام فرشاة ما بين الأسنان (أو الخيط إذا كانت الفجوات ضيقة جدا).
- يمكن استخدام غسول الفم أو معاجين الأسنان على رأس التنظيف لتقليل الالتهاب.
- لا تدخن، حافظ على وزن صحي، تناول نظاما غذائيا متوازنا، وممارسة الرياضة، وتقليل التوتر.
- إذا كنت مصابا بداء السكري، فعليك التحكم في نسبة السكر في الدم.