ويقول الباحث روي يونغ، وهو عميد في كلية العلوم بالجامعة الكندية، إنه يتوجب عليا أن ننتبه إلى البروتينات التي نتناولها حتى وإن كانت مفيدة.
وشرح الخبير أن البروتينات التي نحصل عليها من خلال اللحم تحدث هذا الأثر السلبي وغير المرغوب فيه بسبب مادة تعرف بـ"هيدروجين السولفيد".
وأوضح يونغ أن البروتينات التي تدخل جسمنا عن طريق تناول اللحم تجبرُ أنسجة الجسم على إفراز هيدروجين السولفيد، وهو غاز سام له رائحة شبيهة بالبيض الفاسد لو اشتمه الإنسان.
ويحتاج الجسم بالفعل إلى هذا الغاز، لكن بكميات محدودة، وهو ما يعني أن الإكثار من اللحم هو المشكلة، وليس تناولها بشكل معتدل.
ويتعرض المفرطون في تناول اللحم، لاضطرابات صحية كثيرة عندما يتقدمون في العمر، مثل الكولسترول وارتفاع ضغط الدم.
وأوضح الأكاديمي أن جسمنا يقوم بإفراز هذا الغاز الذي يعرف بـ"H2S" على شكل جزيئات تؤدي وظيفة مرسلات كيميائية، لكن تبين لعلماء الصحة أن إفراز هذه المادة مرتبط أيضا بنظامنا الغذائي.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، كشفت دراسات طبية أن التقليل من بعض المواد الغذائية يساعد على بقاء الإنسان في حالة أفضل عندما يتقدم في العمر.
وكشف الخبراء أن التقليل من منسوب مادة "السولفور" وما تحتوي عليه من أحماض أمينية، بإمكانه أن يزيد أمد الحياة بشكل ملحوظ.
وتم إجراء تجربة وسط الحيوانات، وجرى خفض حصتها اليومية من الأحماض الأمينية، فتبين بعد فترة أنها حافظت على صحة أفضل في الأوعية الدموية، وهو ما يعني أنها ستحظى بعمر أطول ومشكلات صحية أقل على الأرجح.
وفي الولايات المتحدة، مثلا، تشير البيانات الصحية، إلى أن الناس يتناولون ما يزيد الضعفين ونصف الضعف، من احتياج الجسم اليومي من أحماض السولفور الموجودة بكثرة في اللحوم.
وبما أن هذه الأحماض موجودة بكثرة أيضا في السمك والدجاج، فإن الخبراء يحبذون الحصول على البروتين من خلال الأغذية النباتية.