ويفيد موقع medRxiv، بأن عدوى الفيروس التاجي المستجد، تحير الأطباء بسبب عدم قدرتهم على التنبؤ بها، لهذا يبحث علماء مختلف الدول عن علامات بيولوجية موثوقة، تسمح بالتنبؤ بمسار "كوفيد-19".
وتستخدم طريقة تفاعل البوليميراز المتسلسل للنسخ العكسي (RT-PCR)، عادة في تحديد وجود فيروس SARS-CoV-2 في الجسم، التي تشير إلى وجود الحمض النووي الريبي للفيروس في البلعوم الأنفي، حيث تؤخذ المسحة.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الحمولة الفيروسية في العينات تكون أعلى خلال أيام بعد ظهور أعراض المرض، وبعد مضي 2-3 أسابيع تصبح أقل مما كانت في السابق.
وكما هو معلوم، الحمولة الفيروسية في المجاري التنفسية لا علاقة لها بحدة المرض، وقد تكون بنفس المستوى لدى المرضى الذين تظهر عندهم أعراض المرض، والذين لا تظهر عندهم هذه الأعراض.
وافترض باحثون من جامعة توياما اليابانية ومعهد توياما للصحة العامة، أن حدة مسار المرض ترتبط بوجود الفيروس في الدم وليس في البلعوم الأنفي. ومن أجل إثبات ذلك، أجروا دراسة بأثر رجعي شملت 56 مريضا رقدوا في المستشفى خلال الفترة من 13 أبريل إلى 28 سبتمبر 2020، وقارنوا نتائج تحليل الحمض النووي الريبي للفيروس في الدم مع اختبارات مسحة البلعوم الأنفي جمعت في غضون سبعة أيام.
وقسم الباحثون المرضى الذين خضعوا لهذه الدراسة، إلى مرضى من دون أعراض، ومرضى حالتهم خفيفة ودون التهاب رئوي، ومرضى حالتهم معتدلة مع وجود التهاب رئوي، لا يحتاجون إلى الأكسجين، ومرضى حالتهم شديدة بحاجة إلى الأكسجين، ومرضى حالتهم خطرة هم بحاجة إلى تهوية ميكانيكية للرئتين، أو عندهم صدمة واختلال وظائف أعضاء الجسم.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن المرضى الذين حالتهم خطرة، كان الحمض النووي الريبي للفيروس موجودا في دمهم جميعا، وبنسبة 50% لدى الذين حالتهم شديدة، وبنسبة 4% لدى الذين حالتهم معتدلة ولم يكتشف لدى المرضى الذين حالتهم خفيفة والذين لم تظهر عندهم أعراض المرض نهائيا. واستنادا إلى هذه النتائج، استنتج الباحثون، أن كمية الحمض النووي الريبي للفيروس في بلازما الدم، يمكن أن تكون مؤشرا موثوقا للتنبؤ بمسار "كوفيد-19".
ووفقا للعلماء، يسمح اختبار الدم البسيط للمرضى عند دخولهم إلى المستشفى بتحديد نوع العلاج اللازم، وأحيانا يساعد على إنقاذ حياة ذوي الحالة الخطرة بحقنهم فورا بـ "كوكتيل" الأجسام المضادة.