وفي حين يشير ذلك إلى أن "كوفيد-19" قد يختلف باختلاف الفصول، إلا أن هناك عوامل موسمية أخرى، مثل درجة الحرارة والرطوبة المحددة وهطول الأمطار، قد تكون لها آثار واضحة على انتشار الفيروس.
وفقا لأحدث الدراسات، فإن انتقال فيروس كورونا يتأثر بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية. وعلى وجه التحديد، يمكن لضوء الشمس الطبيعي القوي، لفترة طويلة من الوقت، أن يقلل من انتقال الفيروس. وهذا قد يمنح الأمل لربيع وصيف أكثر ترحيبا، إلى جانب بدء التطعيم.
ونُشرت ورقة بحثية يوم الخميس، 17 ديسمبر، في مجلة Proceedings of the NationalAcademy of Sciences.
واستند فريق البحث في تحقيقاتهم إلى التقارير المختبرية الحديثة التي أظهرت أن الأشعة فوق البنفسجية تثبط نشاط SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لـ"كوفيد-19"، على الأسطح.
وجمع علماء من جامعة هارفارد بيانات "كوفيد-19" اليومية والطقس من أكثر من 3000 منطقة إدارية في أكثر من 170 دولة.
وقال جوناثان بروكتور، زميل ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد: "إن فهم الموسمية المحتملة لانتقال كوفيد-19 يمكن أن يساعدنا في إبلاغ استجابتنا للوباء في الأشهر المقبلة".
ووجدوا أن انتشار المرض، بين السكان، يميل إلى الانخفاض في الأسابيع التالية للتعرض العالي للأشعة فوق البنفسجية.
وباستخدام هذه المعلومات، قام الباحثون بمحاكاة كيفية تأثير التغييرات الموسمية على انتشار "كوفيد-19".
واقترحوا أن التغيرات في الأشعة فوق البنفسجية بين الشتاء والصيف أدت إلى انخفاض بنسبة 7% في معدل نمو "كوفيد-19" عبر نصف الكرة الشمالي.
وأضاف بروكتور: "تشير هذه النتائج إلى أن حدوث كوفيد-19 قد يكون له نمط موسمي، وينتشر بشكل أسرع في الشتاء عندما يكون أكثر قتامة من الصيف".
وأضافت الباحثة المشاركة تاما كارلتون: "نحن واثقون من تأثير الأشعة فوق البنفسجية، لكن هذه ليست سوى قطعة واحدة من الصورة الموسمية الكاملة".
وأشاروا إلى أن "التعرض للأشعة فوق البنفسجية وحده من غير المرجح أن يوقف انتشار الفيروس".
وبالتالي، فهم يقدرون قيمة سياسات التباعد الاجتماعي والتدابير الوقائية الأخرى مثل ارتداء أقنعة الوجه.
وأكد بروكتور أنه "بغض النظر عن الطقس، يبدو أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات إضافية لإبطاء انتشار الفيروس بشكل كبير".
وهناك عدد من النظريات حول سبب التفاؤل بالربيع والصيف في إبطاء انتشار الفيروس.
ويقترح الفريق أن الأشعة فوق البنفسجية تقضي على الفيروس، أو أنه في الطقس المشمس يذهب المزيد من الناس إلى الخارج حيث يكون انتقال العدوى أقل.
وهناك خط آخر مفاده أن الأشعة فوق البنفسجية تقلل التعرض لـ"كوفيد-19" من خلال تحفيز إنتاج فيتامين D، وبالتالي تعزيز جهاز المناعة.
وقال بيتر هيبيرز، من جامعة هارفارد: "ما يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن كيفية تأثير العوامل البيئية على انتشار الفيروس.
لكن الفهم الأفضل للتأثيرات البيئية على "كوفيد-19" يمكن أن يسمح بالتعديل الموسمي لسياسات الاحتواء وقد يساعد في توجيه استراتيجيات التطعيم.
ومع طقس أكثر دفئا، وبرنامج تطعيم مكثف، والالتزام بالتباعد الاجتماعي إلى جانب التدابير الوقائية، قد يكون عام 2021 أفضل من سلفه.