وتفيد مجلة Nature، بأن النتائج التي حصل عليها الباحثون تكشف كيف تمكن هؤلاء المرضى من التغلب على المرض. واتضح لهم أن نشوء خلايا تائية ذات ذاكرة طويلة الأمد لدى المرضى ساعدهم على الشفاء. وهذا يعني أن مقاومة المرضى بمن فيهم الذين لم تظهر عندهم أعراض المرض للفيروس المسبب للمرض قد تستمر سنوات طويلة.
ويشير الباحثون، إلى أن هذا الاكتشاف سيسمح بالاسراع في ابتكار اللقاحات المضادة للفيروس التاجي، والتنبؤ بكيفية انتشار “كوفيد-19”.
وتجدر الإشارة إلى أن الخلايا التائية الخاصة، اكتشفت لدى الأشخاص الذين تعافوا من “كوفيد-19” والالتهاب الرئوي الشاذ (سارس) وكذلك لدى بعض الأشخاص الأصحاء الذين لم يصابوا بالفيروسات التاجية.
ويقول البروفيسور أنطونيو بيرتوليتي، “لقد فحصنا الأشخاص الأصحاء أيضا، واكتشفنا الخلايا التائية الخاصة المقاومة لفيروس SARS-CoV-2، لدى اكثر من 50% منهم. وقد يكون هذا مرتبطا بالتفاعل المناعي تحت تاثير فيروسات تاجية أخرى، كالتي تسبب أمراض البرد أو الفيروسات المجهولة التي تصيب الحيوانات. المهم هنا هل سيوضح هذا الاكتشاف، لماذا يتحمل البعض المرض بسهولة”.
وقد اكتشف الباحثون، أن البروتين الموجود في قشرة جميع هذه الفيروسات، يحفز الجسم على إنتاج خلايا تائية خاصة مضادة لهذه الفيروسات. كما اكتشفوا، أن الخلايا التائية التي تتعرف على الفيروسات التاجية المسببة لأمراض البرد، لا تحمي بفعالية من “كوفيد-19”.
والآن يعتزم الباحثون إجراء دراسة شاملة لمعرفة هل تتمكن الخلايا التائية الخاصة من حماية الناس من الإصابة بمرض “كوفيد-19” ، أو على الأقل تتمكن من تغير مسار المرض. كما أنهم يريدون اكتشاف فترة بقاء هذه الخلايا في الجسم، لأن هذا يساعد على تحديد مدة فعالية اللقاحات المضادة للفيروس، ومعرفة إن كان هناك احتمال للإصابة بالمرض مرة ثانية. ا