الثقافة في ايران

دور العالم "سيبويه" في تطوير علم النحو ( 2 )

نواصل بحثنا الذي بدأناه به في الحلقة الماضية حول العالم الفارسي سيبويه حيث تحدثنا في الحلقة الماضية عن سيرته وعن حياته ودوره في تطوير علم النحو ... فلم يكن علم النحو قبل سيبويه علماً ذا ابواب وفصول وقواعد، وإنما كان عبارةة عن مسائل متفرقة ومواد متناثرة ، ولاتجمعها قاعدة ولاتنضوي تحت باب غاية مافي الامر ان تكون المسائل النحوية ممتزجة بغيرها من مسائل اللغة والادب بحيث كانت علوم اللغة بمجملها مسخّرة لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فاستطاع سيبويه أن يجمع القواعد النحوية ويرتبها ويخصص لها ابوابا وعناوين يجمع فيها كل مسألة الى نظائرها فأعتبر بذلك كتابه أول كتاب في تاريخ النحو العربي ، وهو ماجعل علماء اللغة يطلقون عليه ( معجزة النحو ) ، لكونه لم يستطع أحدٌ أن يأتي بمثله واشتهر هذا الكتاب بـ ( قرآن النحو ) لأنه حجة العربية ودستورها . ولذا خصصنا هذه المقالة لتناول هذا الكتاب تسليط الضوء عليه .

الأربعاء 14 يونيو 2017 - 13:32 بتوقيت مكة

سعدي الشيرازي وقصيدته الرائية في رثاء بغداد

إن اكتشاف شخصية سعدي الأدبية و معرفة مسيرته الكاملة للأثر العربي في أدبه لايتحققان بصورة كلية عند دراسة آثاره الأدبية في اللغة الفارسية فحسب، بل لايتمانِ إلاّ بدراسة نتاجِه العربي المتمثّلِ في أشعاره العربية جنباً الى جنب دراسة نتاجه الفارسي. و لسعدي في لغة الضاد أغراض شتّى كالمدحِ والوعظ والتوحيد والمناجاة والرجاء والرثاء. وله في الغرض الأخير قصيدةٌ فريدةٌ من بين أشعاره العربية، تستحق إفراد مساحةٍ خاصةٍ بها وهي قصيدته الرائية ومرثيته التي قالها في خراب بغداد ومقتل الخليفة وضياع الخلافة العباسية. وقصيدتُه الرائعةُ هذه التي أنشأها بعد خراب بغداد على أيدي التتار، هي من أروع أشعاره العربية، فنياً أوشعرياً أو عاطفياً أو بكل المقاييس. ومن ناحيةٍ أخرى هي أطولُ قصائده، سواء الفارسية منها أو العربية، والتي نرى أنها لم تأخذ حقّها من الذكر والإشارة أو التدقيق والتمحيص.

الأربعاء 14 يونيو 2017 - 13:00 بتوقيت مكة