وان كان من يتوقع تراجع الحزب الى مراكز خلفية على الحدود السورية-اللبنانية يستند على معلومات عن تصاعد تناتش النفوذ بين موسكو وطهران في الداخل السوري، الا ان مقربين من الحزب يشكّكون بهذه المعطيات لا بل يذهبون أبعد من ذلك، فيتحدثون عن مهمة جديدة واضافية لعناصره في سوريا.
ويشير مصدر مقرب من حزب الله الى انّهم يتعاطون اليوم مع الأزمة في سوريا على انّها أصبحت في الاشهر او الاسابيع الأخيرة، “على ان يكون مطلع العام الجديد خطا فاصلا يؤشر الى انتهاء الأزمة، والشروع في عملية التطهير واعادة الاعمار”، لكنّه يشدد في الوقت عينه على ان كل ذلك لا يعني استعداد الحزب للانسحاب من سوريا، مشيرا الى “توليه مهمة اضافية تقضي بتثبيت الانتصار وحمايته وبالتالي التصدّي لأي عملية مفاجئة في الداخل السوري ولأي خطر قد يهدد لبنان من قبل ما تبقى من فلول التنظيمات المتطرفة التي قد يتحول بعضها لخلايا نائمة”.
ويؤكد المصدر ان السيطرة على كامل دير الزور مسألة أسبوعين او ثلاثة، لتتجه الأنظار بعدها الى “بؤرة ادلب”، لافتا الى ان “الاتفاق الايراني-الروسي-التركي والذي تبلور في الاسابيع الماضية، من شأنه ان يحل عقدة المحافظة التي تسيطر على القسم الاكبر منها جبهة النصرة، بأقل الاضرار الممكنة”. ويضيف، “باطار هذا الاتفاق، تعهدت تركيا بتفكيك جبهة النصرة على ان تتولى عسكريا مواجهة من يتبقى منهم او من يرفض الخضوع للاتفاق، ونسبة هؤلاء قد لا تتخطى الـ10 او 15%”. ويشير المصدر الى ان “أنقرة حاولت مؤخرا الخروج عن الاتفاق لكنّها عادت وأُبلغت بوجوب تنفيذه بحذافيره، والا كان آخر الدواء الكي”، موضحا ان “الجيش السوري وحلفاءه وبدعم روسي مكثف، لن يتوانوا عن خوض المنازلة الكبرى في ادلب في حال لم تتولَّ أنقرة حله قبل الانتهاء من تطهير دير الزور”.
ويبدو حزب الله كما المحور الذي ينتمي اليه مطمئنا لتراجع “خطورة الورقة الكردية” بعد الانتكاسة التي أصابت أكراد العراق في كركوك وجراء تداعيات استفتاء كردستان. ويعول هذا المحور على اعادة أكراد سوريا حساباتهم وان كان لا يُسقط من حساباته احتمال المواجهة المفتوحة معهم في مرحلة مقبلة في حال اصرت واشنطن على لعب ورقتهم في ظروف مغايرة.
ويبقى الهاجس الأكبر الذي يرافق العمليات العسكرية في سوريا هو مصير الهاربين من تنظيم “داعش” في ظل المعلومات المتداولة عن تجميعهم في منطقة صحراوية بين العراق وسوريا على ان يتم استخدامهم وقودا لخطة دولية جديدة في مرحلة لاحقة قد لا تكون بعيدة!.
بولا اسطيح / النشرة