بعد إعلان سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة التي تعد العاصمةَ الأولى والرئيسية لتنظيم داعش قبل التمدد الى الموصل في حزيران 2014، ظهر الوزيرُ السُعودي المثيرُ للجدلِ ثامرِ السبهان، في المدينة برفقة بريت مكغورك الذي يمثل دونالد ترمب للحرب ضدِ داعش.
زيارة السبهان التي كانت مفاجأة، حملت في طياتها دلالاتٍ سياسةً وأثارث فضولَ المتابعين لشؤون الأزمة السورية، بين من رجحَ وجودَ أبعادٍ أمنيةٍ ومن يشدُد على وجودِ رسائلَ وأهدافٍ مبطنةٍ تتضحُ أكثرَ خلال الأيام المقبلة.
المؤيدون للبعدِ الأمنيِ ذكروا أن السُعودية ترغبُ بتسلم عناصرَ تابعةٍ لتنظيمِ داعش من حاملي الجنسيةِ السعودية وإخضاعَهم للمحاكماتِ والتحقيقِ في الرياض للكشف عن خيوط التنظيم داخلَ المملكةِ وتجنبِ الاحراجَ الذي يحصل بعد وقوعهم في أيدي جهات خارجية.
ويعزز هذا الرأيَ تزامنُ الزيارةِ مع حضورِ ضباط من فرنسا وبريطانيا ودولٍ غربيةٍ أخرى إلى الرقة لتسلم العناصر الأجنبية الأسرى من داعش وقبلوا بالاستسلام في اللحظة الأخيرة، ما عدا نحو 200 منهم معظمُهم سُعوديون وشيشانيون وتركستانيون.
مراقبون آخرون لم يقتنعوا بالمبرر الأمني لحضورِ السبهان الذي يؤدي أدواراً لبلادهِ يضاهي دورَ اللواء قاسم سليماني لإيران في الرقة، ورأوا فيه توجيه رسالةٍ قويةٍ إلى إيران ومحورِها وضربةً تحت الحزام لتركيا من خلال اجتماعه مع قادةٍ عسكريين كُرد في "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي" الذي تعده تركيا ذراعاً مسلحاً لحزب العمال الكردستاني المصنّف لديها تنظيمياً إرهابياً، وذلك رداً على زيارة أردوغان الأخيرة لأركان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تحول لحلف اضطراري لأردوغان بعد استفتاء كردستان العراق، في وقت تحاول السعودية وأميركا محاصرته من كل جانب.
ظهور السبهان في الرقة فُسر أيضاً بتأييدٍ ملموسٍ من السعودية لتطبيقِ الاستراتيجيةِ الأميركية الجديدة ضد إيران ونفوذِها في المنطقة من خلالِ قبائلَ عربيةٍ سنيةٍ حليفةٍ للمملكةِ في مناطق الرقة ودير الزور والبوكمال الاستراتيجية الواقعة على طريق طهران _ بغداد _ دمشق _ الضاحية الجنوبية لبيروت وسط حديث متزايد عن تلقي السعوديةِ عرضاً من الولايات المتحدة بإعمار الرقة المدمرة مقابل تعزيز علاقاتها مع العشائر العربية التي تربطها أواصر تاريخية.
المصدر: NRT