والقبضُ على رجلِ الأعمالِ تمَّ بأمرٍ مُباشرٍ من وليّ العهد السعوديّ ، لتخلّفِ الصانع عن سَدادِ ديونٍ قِيمتها 11 مليار ريال "2.94 مليار دولار، لغرماءٍ عدّة.
وبحسبِ ما نقلت صحيفةُ "قبس" السعوديّة فإنَّ وليّ العهد السعوديّ الأمير محمّد بن سلمان، أمرَ الجهاتُ الأمنيّة المُختصّة، الأربعاء، بالقبضِ فوراً على رجلِ أعمالٍ معروف، بتهمةِ التهرّبِ مِنَ العدالةِ وتنفيذِ الأحكامِ القضائيّة بعد فترةٍ مِن صُدورِها.
وأضافت أنّ “القبضَ على رجلِ الأعمالِ تمَّ بعد عمليّاتِ بحثٍ عنهُ في منزلِهِ صباحَ الأربعاء، ولم يُعثَر عليه، وبعد عمليّةِ تمشيطٍ لكاملِ المنزلِ والأماكنِ المُجاورةِ له – وهي بمساحاتٍ كبيرةٍ؛ ما تطلّبَ وقتاً وجهداً مُتواصلاً- عُثر على المُتّهمِ في مُجمعِ أحراشِ وغُرفِ عُمّالِهِ المهجورة العائدةِ له”.
وأوضحت أنّ “رجالَ الأمنِ عثروا على المُتّهمِ بعدَ مغربِ يومِ الأربعاءِ مُختبئاً فوقَ سطحِ أحدِ الغُرفِ المهجورةِ، وتمَّ إيقافه لعرضِهِ على قاضي التّنفيذ، والنظرِ في التّهم المُوجّهةِ له”.
وتمّ تكليفُ مُختصّينَ بتقييمِ مُمتلكاتِهِ استعداداً لإقامةِ مزادٍ علنيٍّ لبيعها وتسديدِ ديونِهِ، وأشهرُ تِلكَ الأملاكِ مُستشفى سعد التخصّصيّ.
ويبدو أنّ القضيّةَ لم تَقف عندَ معنِ الصانع، بل تمّ أيضاً إلقاءُ القبضِ على مسؤولٍ كبيرٍ في إمارةِ المِنطقةِ الشرقيّة، بتُهمةِ التّواصلِ مع المُتّهمِ، ومُساهمتِهِ بتأخيرِ تنفيذِ الأحكامِ القضائيّة المُوجّهة للمُتّهم.
وأكّدت الصحيفةُ المُقرّبةُ من وزارةِ الداخليّةِ السعوديّة، أنّهُ تمَّ اعتقالُ رجلِ الأعمالِ الصانع بالفعلِ مع مسؤولٍ كبيرٍ في إمارةِ المنطقةِ الشرقيّةِ كانَ على تواصلٍ معه، مُشيرةً إلى أنَّ التّوقيفَ جاءَ “تنفيذًاً لأمرِ قاضي التنفيذِ بالحبسِ والقبضِ على رجلِ الأعمال؛ لوجودِ مطالباتٍ ضدّهِ بمبالغَ ماليّةٍ ضخمةٍ لغُرماء عدّة”.
وقد صدرَ القرارُ بحقِّ رجلِ الأعمالِ قبل أسبوعٍ من الاعتقال، إذ كانت المُهلةُ التي أصدرتها الدائرة المُختصّة بقضايا الدين الماليّ، لسدادِ دينهِ أسبوعاً، واعتبرت تخلّفهُ عن ذلك بعد تلكِ المُهلةِ مماطلة.
والمتهم صدرت بحقّه أحكامٌ عدةٌ واجبةُ التّنفيذ، وسبقَ أن أُحيلت إلى قاضي التنفيذ في مدينة الخُبر، الذي استدعى المتّهم للتنفيذ عليه.. ولعدم تجاوبِه مع قاضي التنفيذ صدرَ أمرٌ بالقبضِ عليه وإحضارهِ إلى القاضي بعد أن استكملت الشرطةُ إجراءَاتها النّظامية، وأخذت الإذنَ الرّسميّ من النيابةِ العامةِّ لدخولِ مقرِّ إقامتِه والقبضِ عليه.
والجهاتُ الأمنيةُ ألقت القبضَ على مسؤولٍ كبيرٍ في إمارةِ المنطقةِ الشرقية، وأحالتهُ للتحقيق؛ إذ كان على تواصلٍ مع المتّهم، وساهمَ بتدخلاتهِ وصلاحياتهِ التي يتمتعُ بها في تأخيرِ تنفيذِ الأحكامِ القضائيةِ الموجهةِ للمتّهم، وتعطيلِ الإجراءاتِ النّظاميةِ في هذا الشأن.
وأكّدَ ناشطو “تويتر” أنّ رجلَ الأعمالِ المعتقل هو معن الصانع، حيث وُجد الوسم (#القبض_علي_معن_الصانع) طريقه سريعاً إلى قائمةِ “الترند” في “تويتر” بعد أن استقطبَ الكثيرَ من المغردين السّعوديين الذين أبدوا “إعجابهم وإشادتهم بالحزمِ الذي تعاملت معه بلادهم في تطبيقِ حكمٍ قضائي ضدّ رجلِ أعمالٍ معروفٍ على مستوى العالم بثرائه”.
وتقولُ تقاريرُ إعلاميةٌ إن “معن الصانع متعثرٌ في تسديدِ مديونيات داخلياً وخارجياً تقدَّر بنحو 3 مليارات دولار، وأن توقيفه ينهي جلساتٍ طويلةٍ من المرافعاتِ القضائيةِ وأوامر ِالتّنفيذ ضده”.
ويفتحُ القبضُ على رجلِ الأعمالِ وتنفيذِ الأحكامِ القضائيةِ ضدّه البابَ واسعاً على هويّاتِ أصحابِ الدّيون، وغالبيتهم من البنوك التي ستستردُ فيما يبدو مبالغَ كبيرةً كانت إلى حدِّ كبيرٍ متعثرةً وصعبةَ التّحصيل.
فيما جذبت القضيةُ الاقتصاديةُ البحتةُ، أنظارَ السعوديين الذي لفتَهم تدخلُ وليِّ العهدِ شخصياً في تطبيقِ أمر قضائيّ بقرارٍ مباشرٍ، فيما تساءل ناشطون على مواقع التواصل: "ماذا عن أموال المملكة التي تذهب الى حسابات أمراء آل سعود، ومتى يحاسبون على تبذيرهم أموال الشعب؟!، وفي مقدمتهم ابن سلمان!!!".