خلال الاشهر العشر الماضية لم تترك ادارة ترامب اي مجال للشك لدى الاخرين حول الكم الهائل من الغباء الذي يعشعش في رؤوس اعضائها الذين حولوا امريكا الى مادة للتندر لدى الراي العام العالمي ، بسبب نزق وغرابة قراراتها ، التي لا رائحة فيها لمصلحة امريكية ، بينما تنضح منها رائحة المصلحة “الاسرائيلية” التي تزكم الانوف.
السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة نكي هيلي تنافس رئيسها ترامب على الغباء السياسي وتقديم مصلحة “اسرائيل” على مصلحة بلادها ، الا ان الفرق بين هيلي وترامب يكمن في ان الاولى تُخفي غبائها وراء ظاهر متطرف.
بعد الاحباط الذي اصاب الادارة الامريكية اثر رفض العالم ، وفي مقدمته حلفاء امريكا ، اكاذيب رئيسها حول ايران وتهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي ، خدمة لمصلحة “اسرائيل” ، هرعت هيلي لانقاذ ماء وجه رئيسها الذي عزل نفسه بنفسه عن العالم ، بطريقة لا يمكن وصفها الا بالبائسة.
هيلي وبعد اقل من اسبوع على خطاب ترامب الفضيحة حول ما اسماه استراتيجيته ازاء ايران ، القت كلمة امام مجلس الامن الدولي يوم أمس الاربعاء 18 تشرين الاول اكتوبر ، زادت من طين فضيحته ترامب بله ، وذلك عندما “استنكرت” فيها صمت العالم وعدم غضبه ازاء ايران بعد خطاب رئيسها.
هيلي قالت ما نصه : ”يواصل النظام التلاعب بهذا المجلس. إيران تختبئ وراء تأكيدها على الامتثال الفني للاتفاق النووي في الوقت الذي تنتهك فيه بشكل صارخ قيودا أخرى على سلوكها .. أين غضب هذا المجلس؟… الولايات المتحدة لن تغض الطرف عن هذه الانتهاكات؟.
لا ندري لماذا هيلي غاضبة من عدم “غضب مجلس الامن” على ايران ؟، اليس من المنطقي ان تغضب على تغريد رئيسها خارج التيار العالمي وعدم قدرته على اقناع حتى حلفائه الغربيين بما قاله عن ايران والاتفاق النووي؟، الا يؤكد لها عدم غضب العالم على ايران ، ان ما قاله رئيسها عن ايران والاتفاق النووي هو اكاذيب لم يصدقها العالم.
الملفت ان اجتماع مجلس الامن الذي كانت تتحدث فيه هيلي حصريا وبغضب ظاهر عن ايران ، وتنديدها بعدم غضب العالم من ايران ، وتهديدها بعدم غض الطرف عن ايران ، كان مخصصا كما جرت العادة ل”إسرائيل” والفلسطينيين ، الامر الذي دفع نظيرها الروسي فاسيلي نيبينزيا ليسأل بسخرية :”أتراهم خلطوا بنود جدول الأعمال”.
يبدو ان السياسة التصادمية مع ايران التي اعلن عنها ترامب ، تعني القاء الخطب والكلمات المتخمة بالاكاذيب والسفاسف وتكرارها ، من اجل دفع العالم الى التصديق بها ، لكن ما شهدناه خلال الايام القليلة الماضية ، بين ان العالم لم يصدق ما قاله ترامب عن الاتفاق النووي وايران ، ولم يغضب على ايران ، بل اشاد بموقفها المسؤول من الاتفاق النووي.
المصدر: موقع شفقنا