الحسين (عليه السلام) مدرسة للمرأة الرسالية

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 - 17:38 بتوقيت مكة
الحسين (عليه السلام) مدرسة للمرأة الرسالية

مقالات - الكوثر

آية الله الشهيد الشيخ نمر باقر النمر

تسعى قوى الشر جاهدةً لتغييب المرأة الرسالية وإقصائها من الحياة وإلغاء دورها الريادي، وذلك عبر :

1- إرهابها فكرياً بوصمها بالتخلف تارة وبالجهل أخرى إلى أن تسلب ثقتها بنفسها ومسلكها ونهجها فتتخلى عن ممارسة دورها الطبيعي والرسالي متقوقعة بين الجدران وتائهة مع الثيران.

 

2- إبراز وتلميع المرأة المنسلخة عن أنوثتها وعفتها كامرأة حضارية بتعرية الجسد وهز الوسط والاسترجال وصرف المال والوقت على التفاخر بالثياب وهوس الموضة والانبهار بكل امرأة منحطة من المشهورات، فهذه راقصة وتلك عارضة وأخرى مغنية ورابعة ممثلة وهكذا رذائل . وفي وحل هذا التضليل الإعلامي تنخدع الفتيات ويتسابقن إلى تقليد هذه النماذج الوهمية التي صنعتها الأيدي الملوثة لكي تبقى جاثمة على صدر الأمة وخيرتها بل على عقول البشرية ومنافعها .

وتأتي عاشوراء الحسين وكربلاء زينب لتوقظ المرأة من سباتها وتقلها من غفلتها وتنشلها من التيه الذي قطف عقلها ورؤيتها وبصيرتها .

وتأتي زينب عليها السلام لتكشف سوء الممثلة وقبح المغنية وسفالة العارضة ورذالة الراقصة ومن ثم ترمي بها في قاع المزبلة التي تقتات فيها الحشرات وتتوالد فيها الميكروبات .

وتتجدد الذكرى لبناء امرأة رسالية تتطلع إلى ما تطلعت إليه زينب عليها السلام من الالتزام بالعفة ونشر الفضيلة وتبليغ الرسالة وتحدي الظالمين لإرساء قيم رب العالمين.

وها هي النماذج العلى تتجسد في رقية وسكينة وأم كلثوم وليلى والرباب وزينب وعقيلة الهاشميين والسيدة بعد أمها على العالمين قدوة ونبراساً لكل فتاة تتطلع إلى الفضيلة وتسعى لبناء شخصيتها واثبات وجودها ومشاركة الرجال بل سبقهم لإعادة صياغة شخصية الأمة من جديد بثوابت الشريعة ومتكسبات البشرية لبناء الحياة الطبيعية التي تحفل بالأمن والسعادة والاطمئنان .

هذه الفتاة التي تستلهم من زينب عليها السلام صبرها دفاعاً عن القيم السماوية والمبادئ الرسالية وعفتها صوناً للمرأة وهيبة لشخصيتها وجرأتها لتمريغ أنوف الظالمين وكسر جبروتهم وهيبتهم وروح المسؤولية التي توقد الحركة وتحافظ على ديمومة العمل وممارسة الأدوار القيادية التي من خلالها انتصر دم الحسين على سيف يزيد وستنتصر المرأة الرسالية على كل العتاة والجبابرة الذين يسعون لإقهار المرأة وإذلالها وإقصائها عن دورها ورسالتها .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 - 16:09 بتوقيت مكة