واحتل مسلحون موالون لتنظيم داعش جزءا من بلدة ماراوي منذ الثالث والعشرين من مايو الماضي، في أعقاب محاولة القوات الحكومية اعتقال “ايسنيلون هابيلون”، الذي يعد زعيم تنظيم داعش في الفلبين، وهو أيضا من قادة جماعة “أبو سياف” الإسلامية المتشددة، ومنذ ذلك الوقت تخوض الفلبين بمساعدة من قوات عسكرية أميركية، حربًا ضروسًا لتحرير المدينة التي وقعت تخت سيطرة متشددين أعلنوا ولاءهم لتنظيم داعش المُصنف عالميًا على رأس قوائم الإرهاب .
واختطفت المتطرفين منذ ظهورهم مئات الأجانب والفلبينيين للحصول على فدى، وأثارت سيطرتهم على ماراوي قلق دول جنوب شرق آسيا التي تخشى أن يسعى التنظيم المتشدد، الذي يتراجع في العراق و سوريا، إلى تأسيس معقل له في مينداناو مما قد يمثل تهديدا للمنطقة.
أعلن الجيش الفلبيني أن قوات أمريكية خاصة تقدم المساعدة الفنية له، كي يستعيد السيطرة على بلدة “ماراوي”، الواقعة جنوبي البلاد، والتي يسيطر عليها مسلحون موالون لتنظيم داعش، وفي وقت سابق، قال متحدث باسم السفارة الأميركية في العاصمة مانيلا إن مساعدة القوات الخاصة الأميركية في تحرير البلدة يأتي بناء على طلب من الحكومة الفلبينية، وفي ماراوي، قال المتحدث العسكري الفلبيني، العقيد خو آر هيرارا، في مؤتمر صحفي: “إن الأميركان لا يقاتلون على الأرض.. هم يقدمون فقط دعما فنيا”.
وتأتي هذه المساعدة بعد شهور من توتر العلاقات بين الحليفين القديمين، بسبب تعهد الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي بطرد القوات الأميركية من بلاده، ونشرت واشنطن قوات أمريكية خاصة في جزيرة مينداناو عام 2002، لتدريب قوات فلبينية كانت تقاتل مسلحي جماعة ” أبو سياف”، وذلك ضمن برنامج مساعدة عسكرية تضمن 1200 جندي أميركي، وانتهى هذا الوجود العسكري عام 2015، لكن بقي هناك وجود من أجل الدعم الفني واللوجيستي فقط .
وكانت الولايات المتحدة والفلبين حليفين طيلة عقود، ووفرت تلك العلاقة لواشنطن موطئ قدم استراتيجي في آسيا، بينما منحت مانيلا درعا في مواجهة سيطرة الصين على المنطقة، لكن دوتيرتي قلل من شأن هذا التحالف، ورآه عقبة أمام التقارب مع الصين، وانتقدواشنطن مرارا لأنها تعامل بلده كخادم من وجهة نظره.
وتنشط جماعة أبو سياف في الفلبين منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي، وتطالب بإقامة دولة إسلامية مستقلة في جزيرة مينداناو جنوبي الفلبين التي يشكل المسيحيون الكاثوليك غالبية سكانها.
موقع ماب نيوز
22/101