ياه مرت فترة طويلة وانا ابحث عن مجرد “خبر صغير” عن بلدة العوامية في المنطقة الشرقية بالسعودية لاسيما ان اخر الاخبار المنتشرة “اعلاميا” لا تسر الخاطر على الاطلاق حيث يعتبر تقرير قناة الـ”بي بي سي” الاول والاخير الذي فتح الباب على مصراعيه للعديد من “التأويلات” الخطيرة ويمكن ان نضع له عنوانا عريضا كالاتي: اي مستقبل لهذا المنطقة التي يسعى الكثيرون “لدحض” حقيقة انها غنية ومكتنزة بالثروات ويعاني اهلها التهميش والحرمان في مفارقة ليست “غريبة ” البتة حين يتعلق الامر بعالمنا العربي؟
وعلى ما يبدو فالسلطات السعودية “الحريصة” على وضع الاعلام العالمي في صورة ما يحدث وما يقترفه “الارهابيون” هناك وتحديدا بعد احداث “حي المسورة العريق” رافقت وفدا من الاعلاميين لزيارة المنطقة والتعرف عن قرب على الوضع “المستتب” والاطلاع على “الاعلانات” التي تكتسي المكان لمساكن قيد الانشاء ستنسي اهالي العوامية في كل ما اقترف ضدهم من جرائم يشهد بها الصغير قبل الكبير.
الملفت للانتباه ان الزيارة لم تأت بأي جديد يذكر وسعت كالعادة لطمس معالم “الحقيقة” التي لطالما شكلت كابوسا يؤرق مضجع تلك السلطات رغم انها لم تنجح في ازالة الرصاص الذي اجتاح الابنية والمنازل ومازال يمثل ورقة تأكيد بخصوص ما لحق بالمنطقة من خراب ودمار كبيرين، فاين هي الخطة الرامية لنزع الفتيل و”تعويض” الاهالي عن كل ما فات والتخلص من متلازمة “الدونية ” لدى الطرف الشيعي كما جاء على لسان احد الفارين الى المانيا في شهادته على شاشة البي بي سي؟
اخشى ان اكتب ان ما يحدث ليس سوى فرصة “لالتقاط الانفاس″ لا اقل ولا اكثر وبأن القادم سيكون اصعب واعقد لان كل المتاح حاليا لا يبشر بالخير، ثم لماذا لم نر وفدا يمثل وسائل الاعلام الرسمية السعودية يزور المنطقة وتدخلها بهيئة “الفاتحين ” كما أدمنت الانظمة العربية على الفعل كلما انهت جولتها في التنكيل باهالي منطقة ما؟
قالها نزار قباني يوما ” تابعت كل الحروب على شاشة التلفزة.. فقتلى على شاشة التلفزة وجرحى على شاشة التلفزة ونصر من الله يأتي الينا.. على شاشة التلفزة” ..
عادل العوفي/ راي اليوم