وأرجع محللون ومراقبون حالة الاختراق التي حصلت بعوامل محلية داخلية وأخرى اقليمية دولية دفعت باتجاه ضرورة تسوية الملفات العالقة والخروج بتفاهم إيجابي ينهي سنوات الانقسام .
ويرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أنّ "سرعة الإعلان عن التوصل إلى اتفاق يعود لعدة أسباب منها؛ إصرار الوسيط المصري على إنجاز اتفاق المصالحة لحاجته الماسة لهذا الأمر على الصعيد الدولي والإقليمي، وعلى صعيد الأمن القومي المصري، كون الانقسام الفلسطيني يضر بشكل مباشر بمصر"، مضيفا: "لذا أعلنت القاهرة منذ اللحظة الأولى أنها لن تسمح بالفشل".
ويوضح الدجني أن "فتح وحماس قرأتا الرسالة المصرية وشرعتا بالعمل بشكل كبير ومكثف من أجل تحقيق المصالحة"، لافتاً إلى الضوء الأخضر الأمريكي الذي ساهم كثيراً بالمضي بالمصالحة وعدم عرقتها من أي طرف.
ويتابع قوله: "في حقيقة الأمر كان الموقف الأمريكي هو من يضبط القرار السياسي لدى قيادة السلطة الفلسطينية خشية وقف المساعدات والدعم الأمريكي".
وحول الأسباب الأخرى لسرعة الاتفاق، يُشير المحلل السياسي أنّ "استشعار وإدراك الجميع بحجم الخطر المحدق بمستقبل القضية الفلسطينية، وبديل عدم الاتفاق هو ضياع المشروع الوطني في ظل الحديث عن ما يعرف بصفقة القرن"، مؤكدا أنّ كل الفلسطيني بات يدرك أهمية وحدة الموقف وإعادة تفعيل المؤسسات السياسية الفلسطينية.
ويؤكد الدجني أنّ "الأزمات الإنسانية الحياتية ساهمت بالضغط على كافة الاطراف"، مضيفا: "من الواضح أن البيئة الداخلية والخارجية، كانت مواتية لإقدام حركتي فتح وحماس على سرعة إنجاز هذا الاتفاق".
واستدرك بقوله : "ما لا يدركه الكثيرون، أن العمل على الاتفاق في القاهرة لم يبدأ منذ الثلاثاء الماضي، وإنما هناك مرجعيات وأرضيات سابقة متمثلة في اتفاق القاهرة 2011، والوثيقة المصرية واتفاق الشاطئ واتفاق الدوحة"، مبينًا أنّ "كل هذه الاتفاقيات أسست لما تم التوصل له، إضافة للاتصالات قبل مجيئ حكومة الوفاق إلى غزة".
ونوه إلى أن ما تم الإعلان عنه هو "اتفاق على السياسيات والمحددات العامة التي تضبط عمل اللجان الفنية، ولكن عند العودة ستبدأ هذه اللجان بالعمل كما هو الحال بشأن ملف الموظفين الذي شكلت له لجنة قانونية وإدارية بين فتح وحماس، من أجل وضع تصور لدمج الموظفين خلال فترة أربعة أشهر".
ويؤكد الدجني "في المرحلة القادمة سنشهد إجراءات لتحصين والمحافظة على هذا الاتفاق، كي لا يقع الفلسطينيين في شرك الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، إضافة للعمل على تعزيز استراتيجية وطنية، والذهاب نحو إجراء انتخابات فلسطينية؛ رئاسية وتشريعية".
وفي قراءته لسرعة التوصل لاتفاق بين حركتي فتح وحماس، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب: "نحن نتحدث عن اتفاق بعد 11 عاما من الانقسام، ومن الطبيعي أن يتم الاتفاق في هذه المرحلة بالذات؛ وذلك لوجود معطيات سياسية داخلية، إقليمية ودولية، فرضت على الطرفين الذهاب نحو للمصالحة".
ويوضح أن "مصر لعبت دورا كبيرا جدا حتى في عنصر الوقت؛ واتسم دورها بالتغيير في المنهج وأدوات تحقيق المصالحة"، مؤكدا أن النظام المصري "لم يسمح للوقت أن يطول".
ويتفق شراب مع الدجني في أنّ "ما تم الإعلان عنه؛ هو اتفاق عام على أسس وأطر ومبادئ عامة لحل الملفات الشائكة"، معتقدا أنه "تم وضع حلول لهذه الملفات، لكنها تحتاج لوقت كي تصبح برامج عمل تنفذ على أرض الواقع".
ويضيف أستاذ العلوم السياسية أنّ "القطار عندما يسير لا بد أن ينطلق من محطته الرئيسية، وما حدث الآن أن المصالحة كانت تحتاج لدفعة قوية للانطلاق، وهو ما توفر بإرادة الطرفين حماس وفتح للتقدم نحو المصالحة، إضافة للدور المصري المؤثر بشكل مباشر على عملية المصالحة وخلفه الدور الدولي والاقليمي".
ويلفت إلى أنّ "عناصر الدفعة القوية توفرت، وبدء القطار بالسير في طريق المصالحة وصولا لمحطته النهائية، وهذا هو المهم"، وفق وصفه.
المصدر:عربي21