وعبر تدوينة نشرها الشيخ يوسف القرضاوي ، قال لابنته: "حبيبتي.. صار لك أكثر من مائة يوم في السجون، وما أطول أيام الظلم على المظلوم! حتى لكأن اليوم بسنة، ستنقضي إن شاء الله أيام الظلم هذه، وتعودين وزوجك لأهلك وبيتك، سالمة غانمة".
ويوم الأحد الماضي، جددت نيابة أمن الدولة العليا (ِشرق القاهرة)، حبس علا القرضاوي، احتياطياً 15 يوماً، فيما تقرر تأجيل نظر تجديد حبس زوجها حسام خلف إلى 11 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
لماذا يعاملونك بقسوة؟!
وتساءل القرضاوي في رسالته: "لماذا يعاملونك هذه المعاملة القاسية؟! ولماذا هذا الحبس الانفرادي في زنزانة ضيقة، لا يعرف فيها ليل من نهار؟! بل لماذا الحبس أصلاً؟ ولماذا التشهير بالصحف والأخبار في أثناء المحاكمة؟ ولماذا المنع من الحقوق الأساسية، من زيارة ورعاية صحية ودواء؟!".
وأضاف: "فلا ارتكتبتِ كبيرة ولا صغيرة، لا دينية ولا دنيوية، ولا شاركتِ في مظاهرة ولا مغامرة، وقد مرَّ عليك سنوات، وأنت تخرجين وتدخلين، وتسافرين وتعودين، ولم يقل لك أحد أي كلمة، فما الذي جرى اليوم؟! وكأنهم تذكروا فجأة أنك بنت القرضاوي!".
وتابع: "وأبوكِ يا ابنتي، قد سار بين الناس طول عمره بالدين، وتعليم الدين، فقيهاً ومفتياً، وداعياً ومعلماً، وشاعراً وكاتباً، ما خان أمته، ولا أضاع رسالتها، ولا كذب عليها في حياته منذ عرفه الناس إلى أن جاوز التسعين".
وأردف: "عُلا ابنتي، شاء الله أن يجعل لك من اسمك نصيباً، فيعلي من قدرك في الدنيا والآخرة، ويثقل ميزان حسناتك، وإنكِ وأنت في زنزانتك الضيقة لأعلى قدراً من ظالمك في قصره المنيف، وأحب إلى الله وإلى قلوب عباده منه، وكم من مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة في أقاصي الأرض، يستغفر لك".
"قرِّي عيناً"
وقال مخاطباً ابنته: "فقرِّي عيناً، وانشرحي صدراً، وابتسمي ثغراً، أنتِ وزوجك، وثقي بأن دعوة صالحة تصدر من المظلومين المضيَّق عليهم في سجونهم- جديرة بأن تفسد على الظالمين دنياهم، وتجعلهم خائبين، وما ربكِ بغافل عما يعملون، وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون".
وفي بيان لأسرة القرضاوي، يوم الإثنين الماضي، حمّلت الأسرة السلطات المصرية مسؤولية تدهور الحالة الصحية لـ"علا"، وقالت إن ما يحدث معها هو "قتل بطيء خلف الأسوار".
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من السلطات المصرية على الحالة الصحية لعلا القرضاوي، غير أنها اعتادت تأكيد أنها تقدم الرعاية الصحية كافة لكل السجناء دون تمييز.
وأُدرج اسم القرضاوي في قضية "اقتحام السجون" التي تعود وقائعها عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، حيث اتهمته السلطات المصرية بـ"التخطيط والتحريض على تهريب قيادات الإخوان من السجون خلال يوم جمعة الغضب"، ولذلك قضت المحكمة بإعدامه.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أصدرت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قوائم مطلوبين من قطر، بينهم القرضاوي.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أوقفت السلطات المصرية علا القرضاوي (55 عاماً) وزوجها حسام خلف (58 عاماً)، إثر اتهامهما بـ"الانتماء إلى جماعة أُسست بالمخالفة للقانون (تقصد جماعة الإخوان)، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الأمن ومؤسسات الدولة"، وهي التهم التي تم نفيها من جانب محاميهما وقتها.
وفي أغسطس/آب الماضي، اتخذت السلطات المصرية قراراً بالتحفظ على أموال 6 من أبناء القرضاوي، بينهم علا.
المصدر: هاف بوست