وبحسب الصحيفة فأن السفاح برنس الذي يعد واحدا من أكثر الأمريكيين إثارة للجدل، بعد تأسيسيه مجموعة بلاك ووتر الأمنية والتي تعاقدت معها حكومة الرئيس السابق جورج بوش بشكل ضخم لحماية مصالحها في خارج البلاد واتهم بقتل مئات الأبرياء العراقيين، قد حصل فعلاً على تشجيع ودعم من عدد من المسؤولين الأمريكيين للترشح لعضوية الكونغرس الأمريكي.
تنافس داخل الحزب الجمهوري
ويحظي برنس على دعم كبير للترشح على عضوية الكونغرس أمام السيناتور جون باروسو عضو الكونغرس عن ولاية وايومينغ الذي يشغل حاليا منصبا قياديا في زعامة الحزب الجمهوري صاحب الأغلبية في الكونغرس، حيث يقود حملة دعم السفاح برنس، مستشار سابق للرئيس الأمريكي ستيف بانون الذي أقاله ترامب من منصبه الصيف الماضي والذي يسعى حاليا لتقويض البنية التقليدية لقيادة الحزب الجمهوري واستبدالها بقيادة جديدة خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل، حيث نجح قبل فترة بالاطاحة بأحد أعضاء الكونغرس عن ولاية ألاباما الذي كان يحصل على الدعم من القيادة التقليدية للحزب الجمهوري والرئيس ترامب شخصيا، وتمكن من فرض مرشحه ضمن أروقة الحزب.
جرائم مروعة لبرنس ترقى الى مستوى جرائم حرب
وإريك برنس كان قائد لأحد الفرق القتالية في البحرية الأمريكية واشتهر بتأسيسه أكبر مؤسسة عسكرية خاصة في العالم عام 1997 والمسماة بلاك ووتر، حيث شغل منصب المدير التنفيذي لها حتى عام 2009 ، بعد سنتين على طرد الشركة من العراق ، بقرار من البرلمان العراقي، بسبب ما عرف حينها بـ"مذبحة ساحة النسور" في بغداد، منتصف سبتمبر/أيلول 2007، عندما أقدم عناصر الشركة، على فتح النار على سيارات مدنية تقل عائلات عراقية بحي المنصور وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط 41 مدنياً بين قتيل وجريح بينهم أطفال.
وأكدت تحقيقات سابقة أن الشركة وصاحبها قاموا بجرائم فظيعة في العراق ترقى إلى مستوى جرائم حرب من بينها قطع رؤوس المدنيين العراقيين في عمليات قتل متعمدة، وحلقات جنس وتبادل زوجات واستخدام أطفال في أعمال فاحشة في العراق، والضلوع في عمليات تهريب السلاح، وتهريب الأموال.
وبحسب رواية أحد الضباط الأمريكيين الذين عملوا في العراق فأن مواكب سيارات شركة بلاك ووتر قامت أكثر من مرة باطلاق النار على المدنيين العراقيين دون سبب ومن بينهم أشخاص كانوا يرفعون أيديهم أو يحاولون الاحتماء.
ورغم حجم تلك الجرائم وفظاعتها، فان الادارات الأمريكية المتعاقبة سعت للتغطية عليها وتبيض صورة بلاك ووتر ورئيسها، وتدخل مفتش العام لوزارة الخارجية الأمريكية في أكثر من تحقيق فيدرالي لحرف التحقيق عن مساره وتبرئة الشركة.
بلاك ووتر عادت الى العراق بطرق جديدة
وبعد تلك الجرائم المروعة لايرك برنس ومجموعته، قامت شركة بلاك ووتر منذ عام 2010 و بالتنسيق مع الامارات وعادت ودخلت الى العراق بأسلوب محتلف واسم جديد، وهو شركة "أوليف" للخدمات الأمنية و(R2) وهي مختصر اسم الشركة الكامل "ريفلكس ريسبونسس" أو شركة "الزيتونة للخدمات الأمنية"، التي تملكها حكومة أبو ظبي، ويديرها حالياً إريك برنس أيضاً، وتقوم عمليات ذات طابع استخباراتي في عدد من الدول العربية انطلاقاً من الإمارات وتتألف من جيش من "المرتزقة" يصل تعدادهم إلى أكثر من 3 آلاف عنصر موزعين على 19 جنسية مختلفة يقيم منهم نحو 600 في الإمارات حالياً. ويشكلون كتيبة أمنية واسعة الطيف داخل أبو ظبي. وتضم عدداً كبيراً من العناصر الذين يحملون الجنسية الأميركية، ومن بينهم عسكريون سابقون بالجيش الأمريكي غالبيتهم من الجمهوريين. وتضم أيضاً بريطانيين وأستراليين وأفراداً من دولة جنوب أفريقيا وعناصر يحملون جنسية إسرائيلية وكولومبيين، إضافةً إلى عشرات من عناصر الأمن الإماراتيين الذين عملوا سابقاً مع الجيش الأمريكي في أبو غريب بالعراق وأفغانستان.
وعيّنت الشركة الجديدة في العراق رجلاً يدعى كرستوفر كرفش، مديراً مفوضاً لها إذ تتولى أوليف أو الزيتونة مسؤولية عدد من الموانئ العراقية"، وتقوم بجلب المرتزقة الكولومبيين للعمل في العراق بينما يعمل قسم منهم أيضاً في مدينة عدن اليمنية.