تحليلات كثيرة ذكرت ان ترامب لن يهاجم كوريا الشمالية، وسيكتفي بالتهديدات فقط، لامتلاك بيونغ يانغ السلاح النووي، الذي يمكن اعتباره قوة ردع تكفي لوأد اي فكرة يمكن ان تخطر برأس ترامب لمهاجمة كوريا الشمالية، لذلك رجحت هذه التحليلات ان يهاجم ترامب ايران اولا، لانها لا تملك السلاح النووي، بالاضافة الى ان مهاجمتها قد تردع كوريا الشمالية عن مواصلة تطوير سلاحها النووي.
هذه التحليلات صائبة من ناحية عدم قدرة امريكا على مهاجمة كوريا الشمالية، لكنها خاطئة من ناحية ترجيح احتمال مهاجمة امريكا لايران، وسبب الخطأ يعود لضعف في قراءة قدرات ايران الردعية الهائلة، وفي قراءة الجغرافيا السياسية لمنطقة الشرق الاوسط.
اذا كان ترامب عاجزا عن مهاجمة كوريا الشمالية لامتلاكها السلاح النووي، فانه سيكون أعجز بكثير عن مهاجمة ايران، لوقوع “آلهة” الصهاينة واليمين الامريكي المتصهين من امثال ترامب وصهره تحت مرمى صواريخ ايران، فعلى هؤلاء الصهاينة والمتصهينيين ان يبحثوا عن “هيكل آلهتهم” في الركام، اذا ما تجرأ ترامب وارتكب حماقة ضد ايران.
امريكا تزعم انها قد تضطر لمواجهة كوريا الشمالية لحماية حلفائها في منطقة شرق اسيا، مثل اليابان وكوريا الجنوبية، الا انها لم ترفع عقيرتها كما رفعتها الان وهددت بتدمير كوريا الشمالية بالكامل، الا الان بعد ان تمكنت كوريا الشمالية من تطوير صواريخ تصل مداها الى الاراضي الامريكية، فامريكا قد لا يضيرها وقوع صراع عسكري في منطقة شرق اسيا، لاضعاف منافسيها الاقتصاديين، وهم في نفس الوقت حلفائها، على الاسواق العالمية.
في المقابل، امريكا لا تدعي الدفاع عن “اسرائيل” فحسب بل اليمين الامريكي المتصهين يقدم مصلحة “اسرائيل” على مصلحة امريكا، وقد تبين حقيقة هذا الامر عندما سمح اليمين المتصهين في امريكا، لرئيس وزراء “اسرائيل” بنيامين نتنياهو، من القاء خطاب في الكونغرس الامريكي هاجم فيه المفاوضات النووية والرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، وسط تصفيق حاد وطويل من قبل اعضاء الكونغرس وهم وقوفا، في ظاهرة فريدة وشاذة في العالم اجمع.
هل يمكن تصور ان يرتكب ترامب حماقة ضد ايران، تتسبب بسقوط الاف الصواريخ خلال دقائق معدودة على كيان يُقدم الامريكيون المتصهينون مصلحته على مصلحة بلادهم؟، ان المصير الاسود الذي ينتظر “اسرائيل” في حال تجرأ ترامب وتعرض لايران، يعتبر السبب الابرز الى جانب اسباب اخرى عديدة مثل الانتشار الامريكي في المنطقة، الذي حال حتى الان دون مهاجمة امريكا ايران.
*ماجد حاتمي/ شفقنا
101/24