يشير فلاديمير سكوسيريف في "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى امتلاك بكين خطة سرية لتحرير تايوان.
حصلت وزارة الدفاع في تايوان على معلومات تشير إلى أن الصين تخطط لإنزال قوات في الجزيرة. ومصدر هذه المعلومات هو هيئة الخبراء في مؤسسة "بروجيكت 2049" الأمريكية.
وقد نشرت صحيفة واشنطن بوست سيناريو الحرب المحتملة في خليج تايوان، وجاء ذلك بعد صدور كتاب إيان إيستون، الباحث في معهد واشنطن "بروجيكت 2049"، تحت عنوان "خطر الغزو الصيني".
ويؤكد المؤلف أن الكتاب يستند إلى معلومات مسربة من كراس تعليمي لجيش الشعب الصيني بشأن كيفية تسوية مسألة تايوان، وأن هذه المعلومات حصل عليها في البداية عسكريو تايوان.
ويتضح من هذه المعلومات أن هناك خطة سرية تشير إلى ضرورة أن تكون الصين جاهزة لتنفيذ العملية بحلول عام 2020. لكن وضع هذه الخطة لا يعني، وفق رأي المعلق الأمريكي كايل ميزوكامي، أن الغزو أمر محتوم، بل يعني أن هذا الخيار يشغل حيزا مهما في عقول قادة الحزب الشيوعي الصيني.
وقد أُطلق على الخطة "الحملة الموحدة للهجوم على الجزيرة". وبموجبها، تشترك في هذه الحملة القوات البرية والجوية والبحرية ومشاة البحرية، وكذلك قوات الصواريخ. وتتضمن المرحلة الأولى للخطة فرض حصار بحري وجوي، وهجوم إلكتروني وكبح نشاط القوات الإلكترونية المعادية، وهجمات بالصواريخ وقاذفات القنابل. أما المرحلة الثانية فتتضمن إنزالا بحريا باستخدام السفن والزوارق البرمائية على الجزر الصغيرة المحيطة بجزيرة تايوان. وتتضمن المرحلة الثالثة والأكثر تعقيدا الاستيلاء على تايوان. بيد أن المشكلة هنا تكمن في أن جنود تايوان مدربون جيدا على تضاريس الجزيرة. كما يجب ألا ننسى العلاقات العسكرية الوثيقة بين تايوان والولايات المتحدة.
هذا، ووفق الوثائق المعلنة، يعدُّ ضم تايوان إلى الوطن الأم من وجهة نظر قيادة الحزب الشيوعي الصيني، إحدى المسائل الأساس لتعزيز قدرات جيش الشعب الصيني، لأنه بمساعدة القوة العسكرية فقط "يمكن وضع حد لمأزق الخليج"، بحسب الكراس التعليمي. من جانبه، يؤكد مؤلف الكتاب أن "معظم الأجانب قد لا يصدقون هذا، بيد أن ضباط الجيش الصيني يدرسونها باستمرار ويتدربون على خطة الغزو في المناورات".
ويذكر أن دولة تايوان كانت تسمى سابقا جمهورية الصين، وقامت بعد هزيمة تشان كاي شيك رئيس حزب "كومندانغ" في المعركة مع الشيوعيين وهروبه إلى الجزيرة.
ومن حيث المبدأ، ليست عملية غزو تايوان مفاجأة. فقد أعلنت الصين عن نيتها تحرير جزيرة تايوان منذ عام 1947، ويذكِّر قادتها دائما بأنه إذا أعلنت تايوان الاستقلال، فإن الصين لن تقف مكتوفة اليدين.
ولذا، فإن الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان وكذلك رئيسة البلاد تساي إنغ وين، بالنظر إلى هذا التهديد، يغامران عند الحديث عن إعلان الاستقلال. فقد أعلنت تساي انغ وين استنادا إلى وثائق الحزب عام 1999 أن تايوان دولة مستقلة ذات سيادة، لكن بكين ردت فورا بالقول إن "جميع محاولات الانفصاليين سيكون مصيرها الفشل".
وفي حديث إلى الصحيفة، لم يستبعد الباحث العلمي في معهد الشرق الأقصى ألكسندر لارين "وجود خطة لغزو تايوان، لأن هيئات الأركان في مختلف بلدان العالم تضع خططا للهجوم والدفاع". وأعرب لارين عن اعتقاده بأن جنرالات الصين يأملون بأنه ستحين تلك اللحظة التي ستسمح لهم باستخدام القوة ضد تايوان". وأضاف: ومع ذلك قد لا يضطرون إلى استخدام القوة، ويكتفون بتهديد تايوان إلى أن يعترف حكامها بأنها جزء من الصين.
ووفق رأي لارين، فإن الصين تتصرف في آسيا بقوة أكبر معتمدة على قوتها العسكرية. فقد أنشأت قواعد عسكرية على جزر في بحر الصين الجنوبي وانشأت طريقا عبر أراض باكستانية تعتبرها الهند تابعة لها. أي إن هناك في بكين مجموعة متنفذة جدا عازمة دائما على اتخاذ القرارات الحاسمة. ولكن من جانب آخر يجب ألا ننسى أن استخدام القوة ضد تايوان سيثير رد فعل سريعا وحاسما من جانب حليفتها واشنطن. فهل ستجازف الصين التي لديها علاقات اقتصادية واسعة مع واشنطن وأوروبا الغربية باستخدام القوة؟
RT