واكدت مصادر كردية مقربة من الدوائر القيادية للحزب الديمقراطي، ان الاجتماع الاخير الذي عقدته قيادة الحزب بعد ساعات قلائل من اعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي جملة اجراءات ضد منطقة كردستان، ردا على الاستفتاء، شهد خلافات وملاسنات حادة بين رئيس حكومة المنطقة نيجرفان بارزاني، ومستشار امن المنطقة مسرور بارزاني، بشأن التبعات المترتبة على اجراء الاستفتاء.
وبينما اظهر مسرور تأييدا كبيرا لتوجه ابيه بارزاني نحو الانفصال، ابدى نيجرفان تحفظات شديدة حيال ما يطمح اليه عمه ووالد زوجته بهذا الخصوص، الا انه لم يستطع فرض وجهة نظره بصرف النظر عن الاستفتاء وتأجيله الى وقت اخر، استجابة للضغوط الداخلية والاقليمية والدولية، بيد انه وجه نقدا حاد ولاذعا في الاجتماع المذكور لكل من دعا الى الاستفتاء وتحمس اليه، معتبرا ان ذلك الامر كان يعكس قصر نظر وعدم قراءة الواقع الاقليمي والدولي بطريقة موضوعية، مشبها ذلك بما وقع فيه الاكراد من اخطاء في الماضي.
وبحسب المصادر، التزم بارزاني الاب الصمت ازاء انتقادات صهره نيجرفان، في حين انبرى مسرور للرد عليه بقوة، قائلا "من ليس لديه الاستعداد بالالتزام بقرارات القيادة والعمل لمصلحة الشعب الكردي، فعليه التنحي وترك المنصب"، الامر الذي اثار حفيظة نيجرفان، بحيث وصل التلاسن الكلامي بين الاثنين الى تبادل عبارات والفاظ نابية.
ويذكر ان بين نجل بارزاني وصهره، حالة عدم ارتياح وتنافس على السلطة والنفوذ والمال في كردستان منذ فترة غير قصيرة، وقد نجح كلاهما في ان يكون مركز قوة مؤثر ويجمع حوله الاتباع والانصار، وخلال الاعوام القلائل الماضية، تزايدت حدة التنافس والصراع فيما بينهما، مع اتساع نطاق الهمس في داخل كواليس الحزب الديمقراطي الكردستاني والعائلة البارزانية، بشأن عمن يخلف بارزاني الاب في حال تعرضه للمرض مثلما حصل مع الامين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني، او في حال وفاته، علما انه يبلغ من العمر واحد وسبعين عاما ويعاني من امراض مزمنة.
ويتوقع مراقبون سياسيون ان يؤدي الاستفتاء الكردي الى حدوث المزيد من المشاكل والازمات السياسية، بالترافق مع تفاقم المشاكل والضغوطات الاقتصادية.
المصدر: العهد