وذكرت الصحيفة في عددها الأخير، ان الألمانية ليندا فينسل، التي أطلق عليها اسم "حورية داعش" تحدثت عن بدايات انضمامها للتنظيم، حيث أفادت بلغة ألمانية بانها "تعرفت في منتصف عام 2016 على فتاة أردنية تدعى فاطمة، وحدثتني لمدة طويلة عن ضرورة تركي للمسيحية واعتناق الدين الإسلامي، وبعد محاولات كبيرة عرفتني على شخص يدعى أبو خالد، وهو إمام جامع في مدينة بولستنيز التي تقع جنوب ألمانيا وتعد من المدن الفقيرة، حيث عرفنا من الأجهزة الأمنية والمخابراتية أن هذه المدينة من أكثر المدن التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية في ألمانيا".
وأضافت فينسل أن "ابو خالد لم يتحدث معها كثيرا بحجة أنها امرأة مما يصعب عليهما أن يختليا مع بعضهما، لكنه طلب منها التواصل مع فاطمة بعد أن زودها بمجموعة من الكراسات باللغة الألمانية التي تتحدث عن اعتناق الدين الإسلامي"، مشيرة الى "أنني تبيّنت بعد ذلك أن امتناع أبو خالد عن لقائي كان بسبب مراقبة الأجهزة الأمنية الألمانية له ولمن يلتقيه".
وأوضحت الصحيفة ان فينسل أكملت قصتها قائلة ان " صديقتها فاطمة استمرت بالتواصل معها، وقامت بإشراكها في مواقع ومنتديات على الانترنت تابعة لتنظيم داعش، حيث تعرفت عن طريقها بفتاة تسمى مكة وهي ألمانية من أصول شيشانية"، موضحة ان "الأخيرة اضطلعت بإقناعي بالانضمام الى داعش وطلبت مني أن تترك التواصل مع فاطمة".
وتابعت أنه عن طريق هذه المواقع الالكترونية "تعرفت على شاب شيشاني يدعى محمد، ويكنى بأبي أسامة الشيشاني"، لافتة الى ان "هذا الشخص قام باقناعي بالانضمام للتنظيم، وبالفعل استطاع هؤلاء جميعهم أن يقنعوني، إلا أني أخفت تحولي هذا عن أسرتي، إلا أن إدارة مدرستي شعرت بانضمامي وأخبرت عائلتي عن طريق رسالة على البريد الالكتروني بهذا التحول".
وقالت إنه "بسبب صعوبة العيش في البيت اتصلت بمحمد أبو أسامة الشيشاني، وطلبت منه أن يساعدني بالخلاص من مشكلاتي العائلية فطلب مني القدوم إلى تركيا ووعدني بالزواج"، مبينة ان السفر كان عبر تزوير توقيع امها كونها لم تتجاوز السن القانونية، واستطاعت الوصول الى تركيا واتصلت بالشيشاني الذي أخبرها بأنه اضطر الى الذهاب لسوريا وطلب منها الزواج عبر الهاتف وهذا ما حصل.
وتابعت "بعدها طلب مني أبو أسامة الشيشاني أن أقصد مدينة أزمير، وسيكون هناك من يساعدني إلى الوصول إليه، وعند وصولي إلى الحدود التركية السورية وجدت مجاميع من الشيشانيين، لكن أبو أسامة طلب مني الانضمام لهم، وقاموا هم بدورهم بإدخالنا إلى الأراضي السورية، عبر المشي على الأقدام لمدة ثلاث ساعات وبطريقة غير شرعية".
ولفتت ليندا الى ان "أبو أسامة الذي التقيته هناك، نقلني إلى منطقة قريبة في دار كبيرة ومعزولة بقينا فيها ليوم واحد فقط، ومن ثم نقلنا بسيارات كبيرة مع عائلات أخرى جمعت فيها النساء المتزوجات مع أزواجهن وكانت السيارات مغطاة بالخضراوات وعرفت أننا وصلنا إلى مدينة الموصل العراقية".
وأضافت أنها وفور وصولها إلى الموصل أقامت في معسكر كبير لمدة شهر كامل، ثم انتقلت مع زوجها الشيشاني إلى بيت مستقل"، وبينت ان "زوجها كان يعمل مقاتلا في التنظيم ولم يكن يتحدث عن عمله، ولم يكن يشركها بعمله أو يطلب منها شيئا معينا".
واكدت ليندا ان "عملها في الموصل بأنها كانت جليسة الدار ولا تلتقي بأحد فقط بأبي أسامة وزوجة مسؤول الهيئة الادارية في التنظيم والتي كانت توصل لبيت المقاتلين ما يحتاجون من طعام واحتياجات أخرى، والتي أخبرتها بعد ثلاث أشهر من وصولها الموصل بأن زوجها أبو أسامة قتل في المعارك مع القوات الأمنية العراقية".
وأشارت إلى انها طلبت مع مقتله العودة الى ألمانيا، إلا أن التنظيم كما تدعي ليندا، "منعني من هذا وأعطاني مبلغ 200 دولار كتعويض يعطى لزوجات من يقتل من أفراد التنظيم"، موضحة أنه "عند اقتراب القوات العراقية قام التنظيم بجمعنا في أحد مستشفيات المدينة، وعند اشتداد المعارك في الجزء الأيمن من مدينة الموصل لم يكن أحد من أفراد التنظيم قد بقي لحمايتنا، ما اضطرنا الى الخروج من المستشفى لنجد القوات العراقية أمامنا التي استطاعت برغم شراسة المعارك أن تنقلنا إلى منطقة بعيدة عن تبادل النيران".
وفي ختام حديثها للصحيفة أكدت ليندا بانها تريد العودة إلى المسيحية، كما عبرت عن ندمها على قدومها وانتمائها إلى تنظيم داعش.
وكانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كشفت في شهر أيلول الماضي، بان "ليندا تحتجز حاليا في أحد سجون بغداد، بانتظار تقرير مصيرها من قبل القضاء العراقي، خصوصا بعد ثبوت تورطها بالانتماء إلى تنظيم داعش".
الجدير بالذكر ان أفرادا من قوات جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت من إلقاء القبض على الفتاة "ليندا فينسل" ذات الـ 17 عاما أثناء المعارك الأخيرة في استعادة أيمن الموصل، حيث عرفت في الصحافة أثناء اعتقالها بـ"حسناء داعش" واعتقد أنها مختطفة أيزيدية، كما نسجت التقارير الصحفية عنها قصصاً كثيرة وغريبة لم تستند أغلبها إلى معلومات رسمية، وهي بحسب محللين تعبر عن هوس مسلحي التنظيم بـ"الحوريات".
المصدر: nrt