بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ محمد - ٧
أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين، وجعلنا وإيّاكم مِن الطّالبين بثاره مع وليّه الإمام المهدي مِنْ آلِ محمدٍ (عليهم السَّلام).
إنَّ قضية الإمام الحسين عليه السَّلام هي قضية أمّة وإسلام وسياسة جائرة تعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، وهي قضية باقية ما بقي الظّلم يُحارب العدل، والإفساد يُجابه الإصلاح، والباطل يُصارع الحقّ، إلى أن يأذن الله تعالى بظهور مَن يملأ الأرض قسطًا وعدلًا.
وإنَّ باب النّصرة لقضية الحسين مفتوح في كلِّ زمانٍ ومكان وفي كلِّ ساحةٍ وميدان، وإنّنا في البحرين نحتسب كلَّ حِراكنا السّياسي مِن أجلِ الإصلاح والعدلِ والكرامةِ والمطالبة بإحقاق الحقوق المشروعة نصرةً لقضية الإمام الحسين ولمبادئ الإسلام؛ ليعلو شأن الدّين في هذا البلد الطّيب وبذلك يحفظ الوطن ويعمُّ الأمن والسَّلام ويتمتّع كلُّ إنسان بحقوقهِ وكرامته.
وتلك رسالة عاشوراء البحرين التي قدَّمها شعبنا الوفي بصورةٍ مشرقةٍ وصلبةٍ في نفسِ الوقت، فوقفَ في ليلةِ العاشر ويومهِ بكلِّ ثباتٍ وإصرار متحديًا تهديدات السّلطة الجائرة ووعيدها وترهيبها متأسِّيًا بأنصار سيّد الشّهداء ملبِّيًا نداء "هل مِنْ ناصر" بالقولِ والعملِ معلنًا "نُصرتي لكمْ مُعدة"، مثبتًا استعداده بالحضور المهيب في الصَّلاة المركزية والمواكب الكبرى بالعاصمة وجميع المناطق، وإنّنا لنُشيد في هذا الصّدد بهبة أهالي الدراز الشّرفاء وشبابها الأوفياء بمبادرة التّلبية الواعية "لبيك ياحسين" لحُسيننا المُحاصر سماحة آية الله الشّيخ عيسى أحمد قاسم (أرواحنا فداه)، والتي استطاعت الوصول بأكفانِ الفداء إلى ميدان الفداء، وأوصلت صوت تلبيتها للفقيه القائد رغم آلة القمع الوحشية وعساكر المرتزقة.
إنَّ الحماس الحسيني العاشورائي الفدائي في هذا الموسم العظيم ليبشّر بعامٍ تعبوي حافل بالإعداد والاستعداد للنصرة والبذل والعطاء في سبيل الله تبارك وتعالى وعلى نهج الإصلاح الحسيني إن شاء الله تعالى.
والحمد لله رب العالمين
▪️علماء البحرين
١٠ محرم الحرام ١٤٣٩هـ
١ أكتوبر ٢٠١٧م