وأشارت المصادر إلى أن الجواب الروسي على طلبات نتنياهو هو التأكيد على أن "الضمانات الحدودية للأردن وإسرائيل ودول الجوار السوري هي بوصول الجيش السوري إلى كامل الحدود والقضاء على الجماعات الإرهابية"، فيما تقول مصادر دبلوماسية غربية ان الكيان الإسرائيلي قلق من وصول الجيش السوري إلى الجولان المحتلّ برفقة عناصر حزب الله، لذلك تعمل على تقوية جماعات معارضة للفصل بينها وبين السوريين "حدود الجولان".
وذكرت الصحيفة في مقال للكاتب فراس الشوفي انه منذ عام 2013، أنشأ كيان الاحتلال في الجنوب السوري ما يسمّى "مديرية حسن الجوار" تتبع لقيادة الفرقة الإقليمية 210 في جيش الاحتلال المنتشرة في الجولان المحتلّ. ودور المديرية مطابقٌ تماماً للدور الذي كانت تقوم به "الإدارة المدنية" للجنوب اللبناني، والتي كانت تتبع لقيادة الفرقة الإقليمية 91 المنتشرة في شمال فلسطين المحتلّة، ومهمّتها إدارة الشؤون المدنية في المناطق المحتلّة، والتي كان يسيطر عليها ما يعرف بـ"جيش لحد".
وفيما اكتفت "مديرية حسن الجوار" بالتصريح عن تقديم المساعدة الطبيّة واللوجستية لـ"جرحى سوريين" من جراء الحرب وتصوير "إسرائيل" بمظهر إنساني، انخرطت المديرية وشعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان" باكراً جدّاً في مدّ الإرهابيين بالدعم اللوجستي ووسائل الاتصال الحديثة والمعلومات الميدانية عن قوات الجيش، وتزويد عناصر "جبهة ثوّار سوريا" و"ألوية الفرقان" بالذخائر الخفيفة والأعتدة، فضلاً عن القصف المدفعي والجوّي المتكرّر لمرابض مدفعية وراجمات صواريخ للجيش كلّما تمكّن الجيش من صدّ هجومات الإرهابيين على مواقعه، بذريعة انزلاق قذائف وصواريخ إلى داخل الجولان المحتل.
واضاف الكاتب انه لطالما راهنت سلطات الاحتلال على غرفة "الموك" التي كانت شريكاً فيها إلى جانب الأردن وقطر والسعودية وأميركا وفرنسا، لانتزاع الجنوب من قبضة الدولة. إلّا أن ما ظهر من "حسن نية أردنية" تجاه سوريا بعد اتفاق وقف التصعيد، انعكس خبثاً في انتقال إدارة بعض فصائل المعارضة من "الموك" إلى الحضن الإسرائيلي بشكلٍ كامل، خصوصاً بعد قرار وقف الرواتب ووقف إدخال جرحى المسلحين إلى الأردن...
وبحسب "الاخبار" فان جيش الاحتلال الاسرائيلي انشأ مّا يسمّى "فرسان الجولان"، قبل أشهر وهو فصيل مسلح في بلدة جباثا الخشب الملاصقة للجولان المحتل، كما بات لدى تل أبيب خمسة فصائل مسلّحة على الأقل، يتقاضى عناصرها رواتب ويخضعون لأوامر جيش الاحتلال مباشرةً، على طول التماس مع الجولان المحتل.
وفيما كانت هذه الفصائل تتلقّى الرواتب من الأردن وحلفائه في "الموك"، باتت الآن ذراع إسرائيل العسكرية في تشكيل "منطقة عازلة" من بلدة بيت جنّ على جبل الشيخ حتى بلدة الرفيد جنوب غرب درعا، مروراً بطرنجة، جباثا الخشب، الحميدية، الصمدانية الغربية، مدينة القنيطرة، الرويحينة، بير عجم، كودنة وسويسة.
وبحسب المعلومات، فإن ما سمّي "تحالف الجنوب" (دمج لـ"الفرقة الأولى مشاة" في جبهة ثوار سوريا وجيش الأبابيل) الذي يرأسه الرائد المنشقّ قاسم نجم (تعرّض لمحاولة اغتيال قبل فترة)، باتت تديره الاستخبارات الإسرائيلية، ويقود عملياته المدعو محمد الجباوي و"رئاسة الأركان" فيه المدعو علاء الحلقي. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الفصيل المسمّى "أحرار نوى". وهذه الفصائل باتت تتلقّى بشكل علني رواتب من الاحتلال وتتلقّى دعماً عسكرياً من القذائف والصواريخ والبنادق وأجهزة الاتصال.
وفي السياق علمت الصحيفة أن الكيان الاسرائيلي يبني "مخافر حدودية" لـ"حرس الحدود" الجديد من المرتزقة المسلّحين على طول تماس الجولان المحتل.
بدوره اكدت مصادر عسكرية سورية ان "الجيش السوري لن يسمح بتشكيل منطقة عازلة في الجولان". كما قالت مصادر في أحد فصائل المعارضة في "الجيدور" (قرى غرب درعا) إن "على عملاء إسرائيل التعلّم ممّا تفعله بمرتزقتها دائماً وتتخلّى عنهم كما تخلت عن جماعة لحد"، مضيفاً أن "هذا التحوّل سببه الإذلال الأردني الذي نتعرّض له بعد الصفقة مع النظام والروس".