وجهت شخصيات بارزة من أهل السنة في إيران رسالة للمفتي الأعلى في الجمهورية المصرية الشيخ “شوقي علام” ردا على الشبهات التي اثيرت بشأن أوضاع أهل السنة في إيران.
على خلفية ما ذكره المفتي الأعلى للجمهورية المصرية في بيان إدانته للهجمات الإرهابية التي إستهدفت طهران، أبرق جمع من أئمة الجمعة والجماعات وعدد من أبرز العلماء والمدراء ومدرسين العلوم الدينية من أهل السنة في إيران برسالة للشيخ “شوقي علام” في معرض ردهم على الشبهات التي أثارها في بيانه عقب تنديده للهجومين الإرهابيين الذين إستهدفا العاصمة الإيرانية، إذ أعرب في ذلك عن قلقه حيال أوضاع ومعاناة أهل السنة في إيران، على حد تعبيره.
واعتبرت هذه الشخصيات البارزة من السنة الإيرانيين أن تلك الشبهات تنجم عن عدم الإحاطة بحقائق الأمر وأحوال أهل السنة في إيران، تأثرا بما تعكسه وسائل الإعلام المعادية للجمهورية الإسلامية في إيران.
وجاء البيان كالتالي:
“السلام علیکم و رحمة الله و برکاته
بعد أطیب التحیات، نحن علماء أهل السنة في إیران نفتخر بالأزهر الشریف و نعتز بدار إفتاء الدیار المصریة و ذلک لما شاهدنا من المواقف الحکیمة والمعتدلة لها حول الحوادث المتعددة التي وقعت في مصر وسائر بلاد العالم الإسلامي حیث نتابع البیانات الصادرة منهما إلی الآن.
کما نری من واجبنا تقدیم الشکر لکم علی إصدار البیان حول إدانة الهجوم الإرهابي الذي إرتکبه التکفیر الداعشي المجرم في مجلس الشوری الإسلامي و مرقد الإمام الخمیني في طهران.
سماحة المفتي
طیلة سنوات و نحن نعاني من الفکر التکفیري و الذي یستهدف بالتفجیرات والعملیات الإرهابیة السنة و الشیعة معا، فإن هولاء المجرمین التکفیریین إغتالوا کثیرا من علماءنا في ایران و الذي کان منهم سماحة المفتي الکبیر لأهل السنة الشوافع في محافظة کردستان الشیخ الشهید محمد شیخ الإسلام و زمیله الشیخ الشهید برهان عالي إمام جمعة الشافعیة.
فضیلة الشیخ
ولکن ما یؤسفنا هو أننا نری أن البیان الصادر عن دارالإفتاء حول الهجمات الإرهابیة في طهران یحمل معلومات خاطئة خاصة حول أوضاع أهل السنة في ایران و الذي هو غیر موافق للواقع و بالطبع لم یکن ذلک إلا عن الشفقة علینا و لکن من الواضح و الجلي أننا أهل السنة في وطننا إیران أعرف و أدری بأحوالنا ممن یعیش في الخارج و لیس له معلومات صحیحة إلا عبر الأخبار الظنیة و الدعایات الإعلامیة المفبرکة و إنَّ الظَّنَّ لا یُغنِي مِنَ الحَقِّ شَیئاً و إذا أساء مسلم بأخیه ظنا غیرواقع ربما یصیر مصداقا له (یَا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إجتَنِبُوا کَثِیراً مِّنَ الظَّنِّ إنَّ بَعضَ الظَّنِّ إثمٌ) فعلی سبیل المثال منطقة الأهواز لیست محافظة یسکنها العرب الشیعة في ایران و هذا یدل علی أن المصدر الذي یرسل إلیکم المعلومات حول ایران و أهل السنّة هو بعید کل البعد عن المعلومات الصحیحة حیث یزودکم بمعلومات خاطئة أو مفبرکة و في نفس الوقت یتجاهل محافظة کردستان التي تعتبر العمود الفقري لأهل السنة في ایران.
الأخ العزیز
ألا یجب علی القاضي إذا سمع خبرا من الشاکي أن یمسک عن الحکم حتی یسمع الدفاع مباشرة من المشتکی عنه؟ ألم یصرح القرآن الکریم بوجوب التبین و البحث و التحقیق عن صحة خبر المخبر و إن کان مسلما؟ حیث قال سبحانه: (یَا أیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إن جَاءَکُم فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَیَّنُوا أن تُصِیبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلَی مَا فَعَلتُم نَادِمِینَ).
فضیلة المفتي
نحن أهل السنة في ایران یصل عدیدنا إلی عدة ملایین نسمة نسکن في محافظات متعددة و یوجد عندنا أکثر من 16000 مسجد و عدد طلابنا في المدارس الدینیة یتجاوز 12000 طالبا حیث یدرس جمیعهم فقه أهل السنة و الجماعة من الشافعیة و الحنفیة، و هذا العدد من المساجد و المدارس و الطلاب إرتفع إلی عشرة أضعاف بالنسبة إلی ما کنا علیه قبل إنتصار الثورة الإسلامیة بقیادة الإمام الخمیني و لاریب أن کل ذلک لم یتیسر إن لم یکن الدعم من حکومة الجمهوریة الإسلامیة.
فضیلة الأستاذ العلامة
نحن أهل السنة نتمتع بکامل الحریة في ترشیح النواب للبرلمان و کذلک مجلس الخبراء لإختیار ولی الفقیه حیث لنا الان أکثر من 20 نائبا في البرلمان و کذلک القضات في محاکم المحافظات التي نسکن فیها نحن الغالبیة السنیة هم من علماءنا یقضون بیننا بالفقه الشافعي أو الحنفي.
هذا نموذج من مواقف رؤساء الجمهوریة الإسلامیة قبال مواطنیهم من أهل السنة فهل من الإنصاف أن نصف هذا العمل بالظلم!؟ و هل تتوقعون من العالم الحکیم المعتدل أن ینسب الظلم إلی الحکام في نظامنا الإسلامی الایرانی و ینشر ذلک في الجرائد و العالم فقط بناءا علی ما سمعه في الإعلام!؟
في نهایة المطاف ندعوا سماحتکم باسم علماء السنة و الجماعة في الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة لتشرفونا أو من یمثلکم بالزیارة إلی ایران للإطلاع بصورة مباشرة علی مدی الحریة الدینیة و الإجتماعیة و الثقافیة التي نتمتع بها السنة في وطننا إیران. نسأل الله سبحانه و تعالی أن یجمع شمل الأمة الإسلامیة و أن یوفقنا جمیعا لما یحب و یرضی إنه سمیع مجیب الدعاء.”
علماء السنة في الجمهوریة الإسلامیة الایرانیة و إخوانکم في الدین
-المولوی الدکتور نذیر أحمد سلامی؛ ممثل اهل السنة فی محافظة سیستان و بلوتشستان
-الماموستا فایق رستمی؛ ممثل محافظة کردستان فی مجلس خبراء القیادة
-الماموستا عبدالرحمن خدایی؛ الممثل السابق لمحافظة کردستان فی مجلس خبراء القیادة و امام الجمعة لأهل السنة فی سنندج.
-الشیخ قربان محمد اونق؛ عضو مجلس التخطیط لمدارس العلوم الدینیة لأهل السنة و العضو البارز فی الهيئة الفقهیة لأهل السنة فی شمال ایران.
-المولوی الدکتوراسحاق مدنی؛ المستشار السابق للرئیس الایرانی لشوءون أهل السنة.
-الماموستا ملا قادر قادری؛ عضو مجلس التخطیط لمدارس العلوم الدینیة لأهل السنة و امام الجمعة لأهل السنة فی مدینة باوة.
-المولوی الدکتورعبدالرحمن سربازی؛ عضو مجلس التخطیط لمدارس العلوم الدینیة لأهل السنة و امام الجمعة فی مدینة تشابهار.
-الشیخ خلیل افرا؛ عضو مجلس التخطیط لمدارس العلوم الدینیة لأهل السنة و رئیس هیئة الافتاء و علماء السنة فی محافظة بوشهر.
-المولوی شرفالدین جامی الاحمدی؛ عضو مجلس التخطیط لمدارس العلوم الدینیة لأهل السنة و امام الجمعة تربت جام.
المصدر: وكالة مهر للأنباء