وكان المريض قد أمضى 15 عاما في الحالة الحضرية الدائمة ( وهى إحدى حالات اضطراب الوعى تنجم عن وقوع أضرار أو تلف بخلايا المخ ، وتختلف عن الغيبوبة ، لكون المريض يمر بمظاهر اليقظة والنوم .
ويقوم بفتح عيناه وتحريكهما بشكل عشوائي، فضلا عن إصدار بعض الأصوات غير المفهومة أو الصراخ أو البكاء وبعض الحركات التي تشبه الابتسام أو حتى الضحك .. ولكن، لا تعبر هذه الحركات أبدا عن إدراك المريض لنفسه أو لما حوله وإنما هذه الحركات مجرد أفعال منعكسة لاإرادية).
هذه الحالة قد تغير التفكير التقليدي حول الحالات الإنباتية، وفي الوقت الراهن، يعتقد عموما أنه إذا كان شخص ما في حالة الحضري لأكثر من عام، فإنه لا رجعة فيه للحياة مرة أخرى.
بعد زرع محفز عصبي في صدر المريض ، أمضى الباحثون شهرا في تحفيز العصب المبهم ، وهو المسار الرئيسي في الدوائر العصبية في المخ والجسم ، ويلعب دورا محوريا في عدد من الوظائف العصبية الأساسية ، بما في ذلك الاستيقاظ والبقاء في حالة يقظة.
من جانبها، أكدت الدكتورة "أنجيلا سيريجو"، أستاذ المخ والأعصاب ، ومدير معهد العلوم المعرفية في ليون ، في باريس، أنه بعد شهر من تحفيز الأعصاب المبهمية، تحسنت درجة الانتباه لدى المريض وحركاته ونشاطه بشكل ملحوظ.
وأوضحت أن المريض تخلص من الحالة الانتابية ليصبح أكثر استجابة إلى حد كبير، إلى جانب إمكانية استجابته لطلبات بسيطة كانت مستحيلة من قبل، مثل قدرته على متابعة كائن بنظراته أو تحريك رأسه عند التحدث إليه.
أكثر من ذلك، كشف مسح للمخ، حدوث زيادة ملحوظة في نوع معين من نشاط إيقاع المخ في تلك المناطق من المخ مرتبطة ارتباطا طويلا للسيطرة على الحركة والإحساس الجسم والوعي .. وهو ما يعنى أن "مرونة المخ وإصلاحه لا يزال ممكنا ، حتى عندما يبدو أن الأمل قد اختفى".
المصدر : شفقنا