في يوم 21/09/2017، دب الهلع في البنتاغون إثر إعلان وزارة الدفاع الروسية رسميا أن مدينة دير الزور سوف تتحرر في غضون أسبوع واحد. وكان لهذه الثقة ما يبررها من الوقائع الميدانية، حيث قضى الطيران الحربي الروسي والمدفعية على أكثر من 850 إرهابيا خلال يوم واحد؛ ما مكن قوات بشار الأسد من استعادة المواقع، التي انسحبت منها تحت وطأة الهجوم الذي شنه الإرهابيون.
وسرعان ما أعاد البنتاغون تقييم الوضع. وفجأة أوقف التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة وما يسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) عمليتهم العسكرية المعلنة لتحرير مدينة الرقة، وتوجهوا صوب محافظة دير الزور.
وهنا حصلت أحداث غامضة. وبدأ تنظيم "داعش"، الذي تدعي الولايات المتحدة أنها تقاتله، بإدخال الوحدات العسكرية الموالية للولايات المتحدة إلى مواقعها. وعلاوة على ذلك، فُتحت نيران كثيفة من المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد قوات الحكومة السورية، التي كانت تنفذ مهمة قتالية مشتركة مع القوات الخاصة الروسية.
وقد حذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف الأمريكيين من أنه: إذا لم تتوقف هذه التصرفات فورا، فإن نقاط النيران ستخمد بكل أسلحة التدمير المتوفرة.
ولعل إحدى الدلائل الواضحة على تآمر الولايات المتحدة مع "داعش" هو تقدم "قسد" إلى مدينة دير الزور من دون أن تلقى أي مقاومة من قبل إرهابيي "داعش". وفي هذه الأثناء، كانت الوحدات الخاصة الأمريكية تقوم من الجو والبر بتغطية تقدم الوحدات العسكرية الموالية لها من دون أي عائق عبر المواقع القتالية للتنظيم. وأشار بيان لوزارة الدفاع الروسية إلى أن "وحدات "قسد" تتقدم على طول الضفة اليسرى لنهر الفرات في اتجاه دير الزور دون أن تلقى أي مقاومة من قبل إرهابيي "داعش". وأن الصور التي تم التقاطها من الفضاء في الفترة ما بين 08 -12 سبتمبر/أيلول الجاري كشفت عن وجود عدد كبير من مركبات "هامر" المدرعة التابعة للقوات الخاصة الأمريكية في المناطق التي تخضع لقوات التنظيم الإرهابي".
وأضاف بيان وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأمريكية ترابط في المواقع، التي كان يسيطر عليها الإرهابيون الداعشيون، هناك حيث تغيب أي آثار لاقتحام ما أو مواجهة أو حفر تسبب بها طيران التحالف الدولي.
وتشدد وزارة الدفاع الروسية على أن "ذلك كله دليل على أن مجندي الولايات المتحدة يشعرون بأمان تام في المناطق، التي يسيطر عليها الإرهابيون".
وبعبارة أخرى، إن تآمر الولايات المتحدة مع تنظيم "داعش" الإرهابي مكشوف للعيان. والولايات المتحدة تجهد بالاشتراك مع "داعش"، لوقف تقدم الجيش السوري المدعوم من القوة الجو-فضائية الروسية في دير الزور.
فهذه المدينة تتمتع بأهمية بالغة بالنسبة إلى واشنطن، لأنها أصبحت الحصن الأخير لتنظيم داعش الإرهابي، وأن تحريرها من قبل الجيش العربي السوري سوف يشكل نقطة تحول في مسار الحرب الطويلة والمدمرة في سوريا.
كما تكمن الأهمية الاستراتيجية لمحافظة دير الزور في أنها تضم معظم حقول النفط والغاز، وإن نتيجة الحرب ستعتمد إلى حد كبير على من سيتحكم بهذه الثروات الطبيعية.
المصدر: RT