استفتاء كردستان ومصالح محور الصهيوني - السعودي

الأربعاء 27 سبتمبر 2017 - 11:51 بتوقيت مكة
استفتاء كردستان ومصالح محور الصهيوني - السعودي

مقالات - الكوثر : ان مواجهة بعض البلدان العربية في الخليج الفارسي وعلی راسها السعودية مع جمهورية ايران الاسلامية قد دفعت هذه البلدان الی الترکيز اکثر من اي وقت مضی علی مسالة تطبيع العلاقات الصهيونية والتحدث علنا عن مصالحها المشترکة مع هذا الکيان لمواجهة النفوذ الاقليمي المتزايد لايران.

ان احد مجالات المواجهة مع ايران هو المشهد العراقي المتوتر و ان موضوع استفتاء في کردستان و اعلان استقلال هذه المنطقة عن العراق قد دفع هذا البلد الی مواجهة التحديات السياسية بالاضافة الی القضايا الامنية و مکافحة الجماعات التکفيرية.

تشير تقارير في وسائل الاعلام الغربية الی ان بعض الدول العربية  - و في اطار مبدا «عدو عدوي هو صديقي»- قد اتفقت سرا مع الکيان الصهيوني علی دعم انفصال و استقلال کردستان العراق، و هذا هو في الوقت الذي يدعم الصهاینة صراحة اجراء استفتاء في کردستان، لکن دولا مثل السعودية و الامارات العربية المتحدة توافق سرا علی اجراء هذا الاستفتاء و تعتقد ان فصل کردستان سيجعل البلدين قادرين علی التواصل مع بلد جديد له حدود طويلة مع ايران، ان علامات دعم هذه الدول من تفکک العراق و استقلال کردستان ليست مخفية؛ و قد صرح رئيس وزراء الکيان الصهيوني؛« ان اسرائيل تؤيد الجهود المشروعة للشعب الکردي لتحقيق الحق في تشکيل دولة... وأضاف أن الأكراد شجعان، ويتبعون المثل الغربية، ونتشارك معهم في المبادئ.» فيما أبدى النائب السابق لرئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، يائر غولان، إعجابه بفكرة دولة كردستان المستقلة مشيرا الی تاريخ اتصالات هذا الکيان مع بعض الشخصيات الکردية العراقية:« کان لدينا تنسيق مع الشعب الکردي منذ اوائل الستينات.... و يشکل تشکيل دولة کردية مستقلة تطورا ايجابيا في مصير الشرق الاوسط». کما اکد وزير العدل الاسرائيلي المتطرف، إيليت شاكيد ان «وجود دولة کردية في مصلحة اسرائيل و امريکا». 

و ردا علی هذه الصراحة في کلام الصهاینة، تتخذ سلطات ابوظبي موقفا سريا و غير مباشر حول قضية استقلال منطقة کردستان العراق، رغم ان هناک بعض التعليقات الواضحة لديهم ايضا؛ و في بداية هذا العام، وقعت رئيسة مركز الإمارات للسياسات، ابتسام الكتبي، مذكرة تفاهم مع إقليم كردستان کانت تدفع الامارات الی مساعدة هذا الاقليم علی اجراء استفتاء، واکدت في وقت سابق ايضا انه اذا انفصلت کردستان تماما عن العراق فان الامارات ستعترف بها.

و هذا في حين ان مصالح السعودية تتطلب ايضا بمرافقة مشروع فصل کردستان لمعاداة ايران، ولکن علی عکس السلطات الاماراتية، يفضل السعوديون ان يظلوا صامتين في هذا الصدد، رغم انهم قد دعموا سرا رئيس اقليم کردستان، مسعود بارزاني، و يدعون انهم مؤيدون للاقليات في المنطقة و يفهمون مطالب الاکراد بان يکون لهم دولة مستقلة.

 و نظرا الی ما قيل والی الاخفاقات الاخيرة التي شهدتها الجماعات الارهابية و انجازات محور المقاومة في المنطقة، لقد توصل الکيان الصهيوني و حلفاؤه العرب – خاصة السعودية و الامارات و البحرين في الخليج الفارسي - الی ان الاکراد العراقيين يمکن ان يخلقوا  موطئ قدم جيد لهم بالقرب من حدود ايران و هذا في حين ان تشکيل دولة کردية جديدة في شمال العراق يمکن ان یکون نواة لدولة كردية أكبر يضم مناطق من ترکيا و سوريا و ايران، و اکثر من اي وقت مضي، من الممکن للکیان الصهیونی ان يکون لديه قاعدة للعمل ضد ايران، و في مثل هذه الحالة، يقول العديد من السياسيين العراقيين إلى التأكيد على أنه في حال انفصال منطقة كردستان العراق عن الدولة العراقية، فسيصبح عبارة عن «دولة إسرائيلية مصغرة» في شمال العراق.

البصيرة - محمدرضا بلوردي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الأربعاء 27 سبتمبر 2017 - 11:29 بتوقيت مكة