وفي موقف يتسم بالتحدي الواضح لامريكا أكد هؤلاء السفراء في جلسة نقاش للجنة تابعة للمجلس الأطلسي يوم الاثنين الماضي، إنه في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق فسوف يفعلون كل ما في وسعهم لحماية أي شركة في أوروبا، تستمر في التعاون مع إيران، من إعادة تطبيق العقوبات الأمريكية.
الموقف الأوروبي القوي والصريح في دعم الإتفاق النووي ورفض المزاعم الأمريكية لانتهاكه، سيدفعا امريكا الى المزيد من العزلة، لاسيما ان هذا الموقف مدعوم من روسيا والصين، اللتان وقعتا ايضا على الاتفاق النووي، كما لفت الى ذلك السفير الفرنسي في واشنطن جيرار أرو، الذي قال أن روسيا والصين وإيران لن تؤيدا إعادة التفاوض حول الإتفاق.
مبعوث الإتحاد الأوروبي في واشنطن ديفيد أو سوليفان اعتبر التخلي عن الإتفاق النووي “خسارة كبيرة”، وقال ان كل من يدعو الى التراجع عن الإتفاق لا يفكر في “قضايا أكبر“، منها زيادة خطر أن تستأنف إيران عمليات التخصيب، وخطر اندلاع سباق تسلح نووي في منطقة غير مستقرة، والتأثير المحتمل على الجهود الدولية لمنع الانتشار النووي.
سفير المانيا بيتر فيتيغ كان اكثر صراحة من سابقيه عندما قال، “ما هي الإشارة التي قد يرسلها هذا الأمر لدول مثل كوريا الشمالية؟.. سيبعث بإشارة مفادها أنه لا يمكن الإعتماد على الدبلوماسية وأنه لا يمكن الوثوق في الإتفاقيات الدبلوماسية، وهذا سيؤثر في اعتقادي على مصداقيتنا في الغرب عندما لا نفي بإتفاق لم تنتهكه إيران.
اما سفير بريطانيا في واشنطن كيم داروتش، فاشار الى الجهود التي تبذلها بلاده لإقناع ترامب للتراجع عن محاولاته لإنتهاك الإتفاق النووي وقال: أن ترامب ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي خصصا نحو نصف من مباحثاتهما لموضوع إيران عندما اجتمعا في نيويورك الأسبوع الماضي، حيث شرحت ماي مجددا أسباب دعم بريطانيا للإتفاق النووي حيث تنظر إلى الأمر على أنه مسألة أمن قومي.
القاسم المشترك لتصريحات السفراء الأوروبيين في امريكا حول الإتفاق النووي والموقف الامريكي منه، هو انه:”ما دامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترى أن الإيرانيين ملتزمون بالإتفاق فسوف نستمر في دعمه”، الامر الذي يؤكد ان اوروبا اتخذت قرارها بعدم مسايرة ترامب وادارته في التعامل مع الاتفاق النووي، وهو قرار سيزيد من عزلة امريكا على الصعيد الدولي، ويكشف ايضا، وبشهادة حلفاء امريكا المقربين، ان امريكا لا تحترم المواثيق والمعاهدات الدولية التي توقع عليها، وبالتالي هي دولة لا يمكن الوثوق بها.