فيما حذرت اوساط دينية وسياسية من اختراق الكيان الصهيوني للعراق تحت مظلة الاستفتاء والانفصال.
وشارك الاف المواطنين من ابناء نينوى الذين ينتمون الى مختلف الاديان والطوائف والقوميات في التظاهرات الجماهيرية الرافضة لاستفتاء منطقة كردستان ومساعي انفصاله عن العراق.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا مساومة على وحدة العراق" و"أهالي الموصل يتظاهرون ضد الاستفتاء في كردستان".
واكد منظمو التظاهرات "ان هذه التظاهرات تمثل موقف جماهير نينوي لرفض تقسيم وتجزئة العراق، وعلينا العيش بسلام وأمان في دولة موحدة مستقلة".
وقالوا "ندعم وحدة العراق والحرب ضد داعش لتحرير الأراضي وعلى أهلنا الكرد رفض الاستفتاء والعيش معاً كما كنا وعلى الحكومة التدخل لحماية أرض وتاريخ العراق ورفض تقسيمه".
وكانت مدن اخرى من بينها البصرة والسليمانية، قد شهدت في وقت سابق تظاهرات جماهيرية مماثلة، عكست الموقف الموحد للشارع العراقي من الاستفتاء الكردي.
الى ذلك اكد امام جمعة النجف الاشرف السيد صدر الدين القبانجي في خطبة صلاة الجمعة من الحسينية الفاطمية، رفض مبادرة رئيس الجمهورية للتفاوض حول الاستفتاء، لانها تستبطن تمرير مشروع الانفصال.
وقال القبانجي في خطبته "سوف لن يكون تقسيم وسيبقى العراق واحدا وسيفشل مشروع الانفصال عما قريب ان شاء الله".
واشار امام جمعة النجف الاشرف الى ان "اسرائيل" اول من اعلنت موقفها الداعم للانفصال، واعرب عن اسفه لاعلان بعض الدول العربية موقفها الداعم لتقسيم العراق.
وفي السياق نفسه، حذر زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، قادة منطقة كردستان الذين يسعون إلى الانفصال عن العراق، من التداعيات الكارثية التي ستجلبها هذه الخطوة، معتبرا ان انفصال كردستان عن العراق سيكون بمثابة انتحار.
ودعا الصدر في بيان له الى إطلاق حوار جاد بين الاكراد والحكومة الاتحادية من اجل تسوية الخلافات القائمة.
وطالب زعيم التيار الصدري الحكومة العراقية باتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء هذه المهزلة وإلا فإن الأمر سيؤول إلى ما لا تحمد عقباه، بحسب السيد الصدر.
وحذر من ان أي تدخل للكيان الصهيوني بالشأن العراقي، "يعني عدم وقوفنا مكتوفي الأيدي، والكل يشهد لنا".
بدوره خطيب جامع التقوى في مدينة السليمانية الشيخ لقمان محمد قال "لا يمكنه طاعة ولي الامر وهو مناصر لإسرائيل وتربى في كنفها"- في اشارة واضحة لرئيس منطقة كردستان المنتهية ولايته مسعود البارزاني.
واشار الشيخ لقمان محمد الى "ان عقيدة اهل السنة والجماعة تؤيد طاعة ولي الامر في حالة انه كان يسير بالأمة نحو الصلاح والخير، لكن لا يمكن طاعة ولي الامر وهو ظالم او مناصر "لاسرائيل"، التي تبحث عن مصالحها وتسعى لتشتيت شمل المسلمين".
ورغم موجة الرفض العراقي والاقليمي والدولي، الا ان رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني ما زال مصرا على اجراء الاستفتاء الكردي في موعده المقرر، بيد انه في ذات الوقت اطلق اشارات وتلميحات عن امكانية تراجعه مقابل ضمانات دولية تلبي طموحات ومطاليب الاكراد، وهذه ربما تكون خطوة للاذعان بطريقة تحفظ له ماء وجهه، وتبقيه اطول فترة ممكنة على رأس السلطة في منطقة كردستان العراق.