ليس هذا فحسب، بل إن الزلزال الأخير تزامن مع الذكرى الثانية والثلاثين لزلزال مدمر آخر ضرب المكسيك، وعلاوة على تسببه آنذاك في مقتل الآلاف من المكسيكيين، كاد أن يتسبب في وقف استضافة المكسيك لكأس العالم لكرة القدم، عام 1986.
هناك عدد من الظواهر الجيولوجية التي تفسر تعرض هذه المنطقة تحديدا للزلازل دون غيرها من المناطق، حيث أن موقع المكسيك يجعلها عرضة بشكل خاص للاضطرابات الأرضية، لأنها تقع فوق شبكة من الألواح التكتونية، وهي الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بكوكب الأرض فيما يشبه القشرة، وتتكون من صخور عملاقة.
وتقع المكسيك على حافة اثنين من أكبر الألواح التكتونية، هما اللوح الأميركي الشمالي واللوح الهادئ، كذلك فهي تحاذي حافة لوح ثالث أصغر هو لوح كوكوس، ما يزيد من فرص وقوع الزلازل بها حيث أن الزلازل تقع في المناطق القريبة من حواف الألواح التكتونية، نظرا لحركتها وارتباط بعضها ببعض، ما ينشئ قوة ضاغطة فيما بينها، تخلق أنشطة زلزالية حين تحرر هذا الضغط على طول حدود الألواح، كما تتسبب هذه الحركة في تغير تضاريس الأماكن عبر ملايين السنين.
كذلك تقع المكسيك في نطاق “الحزام الناري”، وهو شريط طويل يحيط بأطراف المحيط الهادي، من أستراليا وحتى جبال الأنديز في تشيلي، ويشهد نحو 90% من الزلازل التي تحدث على كوكب الأرض، علاوة على أن صخور لوح كوكوس، الذي تحاذي حوافه الحدود الغربية والجنوبية للمكسيك، أكثر كثافة من يابسة الدولة اللاتينية، ما يؤدي إلى اهتزازها بسهولة.
وتعد المكسيك واحدة من أنشط دول العالم من ناحية الأنشطة الزلزالية، كما أن معظم أجزاء مكسيكو سيتي عاصمة المكسيك، بنيت على قاع بحيرة سابقة، الأمر الذي يجعل طبيعة أرضها تتأثر أكثر من غيرها بالزلازل.
وإلى جانب المكسيك فإن هناك دول عدة معرضة بقوة لتلقي هزات أرضية، منها اليابان وتركيا وإندونيسيا وباكستان ونيبال والفلبين والهند والسلفادور.