وفي سياق الحديث، بدأ شرعيو تنظيم القاعدة وأنصارها في سوريا بالترويج للمجازر المرتكبة بحق المسلمين من قبل البوذيين في أراكان، وتحريض أنصارهم في الشمال السوري لنصرة "إخوانهم" في أراكان، مع تلميحهم عبر منابر المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي وغرفهم الخاصة بأنّ القتال في سوريا بات "فتنة" بعد ما آلت إليه الأمور من اقتتال شهدته الساحة السورية بين الفصائل، والتي لعب من خلالها عناصر تنظيم القاعدة وأنصارهم دوراً أساسياً، ما سبب بفقدان شرعيتهم وكره الشعب السوري لهم، بعد أن حوّلوا "الثورة السورية" لوشاح أسود ولذريعة دولية لقصف المناطق والمدن السورية.
وهذا ما أشار إليه العديد من الشخصيات المحسوبة على التنظيم من "المهاجرين" بأنّ رأس مالهم في الشام هم الناس.
فيما أطّلعت بلدي نيوز على محادثات في غرف ومجموعات واتساب وتيلغرام خاصة لهم، نشروا من خلالها أقوالا لقاداتهم ومنها ما ذكره الشيخ عبد الله عزام "والحركة إذا عُزلت عن الشعب فقد قضت على نفسها بالموت كالغصن إذا قطع من شجرته مهما كان ناضجاً وكبيراً فإنه يذبل ويموت"، وقول شيخهم أبو مصعب السوري: "من يكسب الشعب يكسب المعركة في عالم الأسباب"، وكلمة شيخهم وأميرهم السابق أسامة بن لادن، "فالشعب للحركة كالماء للسمكة، فأي حركة تفقد التعاطف الشعبي تضعف قوة الدفاع لديها باستمرار إلى أن تتلاشى الحركة أو تكمن".
ورصدت بلدي نيوز تعليقاتهم وردوىهم الخاصة على هذه الأقوال، والتي اعترفوا من خلالها بخسارتهم في سوريا، بعد فقدانهم لشعبيتهم وكره الناس وبغضهم لهم، وتذمّر السوريين منهم وخوفهم من القصف والتهجير والدمار بذريعة تنظيم القاعدة، المصنّف على لائحة الإرهاب.
فيما تشهد محافظة إدلب في الآونة الأخيرة عمليات اغتيال وتصفيات لقيادات أغلبهم "مهاجرين" يُرجّح ارتباطهم بتنظيم القاعدة، وهذا ما زاد بحالات التوتر والإرباك في صفوفهم.
وأوضحت، مصادر خاصة مطّلعة، أنّ أوامر من قيادة القاعدة وردت لأنصارهم الذين لازالوا على ارتباط بها في سوريا تأذن لهم بمغادرتها والانتقال لمناطق ثانية.
وكانت أكّدت المصادر، أنّ عددا كبيرا مع عناصر "تنظيم القاعدة" غادروا سوريا في وقت قريب، مع توقعات بارتفاع عدد المغادرين في الأيام المقبلة، دون معرفة طريق خروجهم أو وجهتم الجديدة والتي غالبا ما تكون "أراكان".