بِسْم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )
صدق الله العلي العظيم
"ان الانتصارات التي تحققت للعراقيين على "داعش" الإرهابي وفي اجواء المواجهة مع هذا العدو الشرس وفِي اجواء التطلعات نحو عراق مستقر موحد جاءت الدعوة الى الاستفتاء في كردستان العراق، مما أوجد إرباكا للمشهد السياسي وقلقا على الوضع الأمني واستقرار البلد بسبب هذا القرار الانفرادي القاضي غير الشرعي الذي سيؤدي الى تمزيق العراق، وتفجير الحروب والقتال والنزاع .
ان حزب الدعوة الاسلامية ومن منطلق مسؤوليته الشرعية والوطنية يؤكد على مايلي :
١- تمسكه بوحدة العراق وسلامة أراضيه ورفضه تجزئته وتقسيمه تحت اي عنوان أو مبرر وبأي شكل من الأشكال .
٢- يشدد على إلغاء الاستفتاء في داخل حدود كردستان ناهيك عن خارجه في المناطق المختلطة التي تتبع السلطات الاتحادية دستوريا وماليا وإداريا ، ولا يقر بالامر الواقع في تلك المناطق ويرفض مصادرة أراء باقي المكونات فيها ،ويعدالاستفتاء فاقدا للشرعية الدستورية والقانونية ولا تترتب عليه اثار .
٣- يتمسك بالاحتكام الى الدستور في كل القضايا الخلافية بين بغداد واربيل ، باعتباره مرجعية لا خلاف عليها، وبموجب ذلك ينبغي حسم كل الملفات سواء المتعلقة بالحكومة الاتحادية او بسلطة الإقليم .
٤- يدعوالاخوة الكرد الى الحوار الوطني الشامل للتوصل الى صياغة واجتراح الحلول لكافة المشاكل والقضايا الخلافية والتوافق على خارطة طريق يحفظ حقوق الجميع بعدالة بلا استثناء أو انتقاء.
٥- ويرى اهمية الضمانات الوطنية المتقابلة بين شركاء الوطن واطراف العملية السياسية ، وان يتم الاستفادة من بعثة الامم المتحدة عند الحاجة وحسب تقدير الحكومة الاتحادية ويرفض التوجهات نحو تدويل هذه الازمة لانه مصادرة لسيادة العراق.
٦- يهيب بالقوى الوطنية العراقية على اختلاف انتماءاتها الى المجاهرة بمواقفها واعلاء صوتها في الدفاع عن وحدة الوطن وسلامة أراضيه وتحمل مسؤلياتها التاريخية في هذه المرحلة العصيبة .
ونحن إذ نشييد بقرار مجلس النواب والمحكمة الاتحادية ونقدر عاليا حرصهما على وحدة البلد والسعي من أجل تجنيبه مخاطر التقسيم، ننوه بالجهود الإقليمية والدولية التي شددت على وحدة وسلامة الاراضي العراقية وحذرت من مخاطر الاستفتاء ودعمت موقف الحكومة الاتحادية .
ونؤكد أن الاخوة بين العرب والكرد والتركمان والمسيحين والكرد الفيلية والشبك والأيزدية تبقى صلبة ومتماسكة وكلهم أبناء شعب واحد ووطن واحد ، من دون تمييز او تهميش متعاونيين لبناء الوطن والدفاع عنه ويتقاسمون كل خيراته بالعدل.
و نتطلع وبعون الله والمخلصين من أبناء عراقنا العزيز الى تحكيم المنطق والحكمة وان يكون الحوار الإيجابي والبناء هو طريقنا ومنهجنا في حل خلافاتنا، وضرورة تعزيز التعاون بين أبناء الوطن الواحد والحرص على المصلحة الوطنية العليا."
حزب الدعوة الاسلامية
١٩-٩-٢٠١٧
٢٧ ذي الحجة ١٤٣٨