يبدأ كل يوم عمل لرئيس الولايات المتحدة بتقرير من المخابرات الأمريكية ويتضمن ذلك تقارير من 17 هيئة استخبارات ولكن الدور الرئيسي دائما لـ CIA.
واليوم تحصل وكالة المخابرات المركزية على ترخيص بالقتل عندما يوافق الرئيس الأمريكي على قائمة الأهداف للدرونات الأمريكية التي تشرف عليها هذه المؤسسة بالذات. تدل الدراسات على أن هذه المؤسسة نفذت خلال 70 عاما 80 محاولة للإطاحة بالحكومات التي لا تروق للولايات المتحدة وامتد نشاطها الدامي من إيران إلى كوبا ولكن الهدف الأساسي كان منذ عام 1947 دراسة تدمير الاتحاد السوفيتي.
وفي وجه الـ CIA وقفت لجنة أمن الدولة السوفيتية "كي جي بي" ويرى الكثيرون أن النزال بين هذين الجهازين حدد مسار التاريخ العالمي نفسه. فبعد نشر الصواريخ الأمريكية في تركيا، تمكن الاتحاد السوفيتي وبشكل سري من نقل صواريخه إلى كوبا ونشرها على مسافة أقل من 100 كلم عن حدود الولايات المتحدة ووقعت أزمة الكاريبي. ومن الحسابات الخاطئة للوكالة كان الانزلاق في فيتنام وأما سوء التقدير الاستراتيجي لوكالة المخابرات المركزية فتمثل في دعم المقاتلين في أفغانستان وتزويد الإرهابيين هناك بالسلاح ليستخدم لاحقا ضد الولايات المتحدة نفسها، وأما الفشل الاستخباراتي الكارثي فتمثل في هجمات 11 سبتمبر الإرهابية – وهي الأكبر فى التاريخ التي أسفرت عن آلاف القتلى والجرحى.
ولم تفرض أية قيود على طرق عمل CIA، وتعرض فيديل كاسترو لـ600 محاولة اغتيال من جانبها وفي إطار عملية "كوندور" ساعدت الوكالة في تدمير المعارضة السياسية في البرازيل والأرجنتين وتشيلي وأوروغواي وباراغواي وبوليفيا.
وتعج صفحات تاريخ الوكالة بالبقع السوداء – في القرن الحادي والعشرين انكشف برنامج السجون السرية التابعة للوكالة في مختلف أنحاء العالم، حيث عذب السجناء وأرهبوا. ومن بين هذه البقع الكذب الصريح حول أسلحة الدمار الشامل في العراق- كولن باول كان يحمل في يده مع الأنبوب الاختبار الشهير في مجلس الأمن الدولي، تقرير وكالة المخابرات المركزية وأكد للعالم أجمع أن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل، ولم يكن ذلك خطأ أو غلطة بل كذب وتضليل.
ويرى ألكسندر زدانوفيتش الرئيس السابق لمركز العلاقات العامة في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن" المهمة الرئيسية للـCIA - هي إزالة المنافس الجيوسياسي المتمثل في روسيا وخاصة بعد أن استعادت روسيا عافيتها ونهضت، كما يقال، من الرماد".
وتجدر الإشارة إلى أن الوكالة غيرت في السنوات الأخيرة من طرق عملها ولم تعد تعتمد كثيرا على تجنيد العملاء بل أخذت تولي الاهتمام الكبير للهجمات الإعلامية والمعلوماتية. والمثال القوي على ذلك "الثورات الملونة"في شرق أوروبا والجمهوريات السوفيتية السابقة و"الربيع العربي" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
المصدر: فيستي رو