وقال "داعش" الارهابي في مراجعة نادرة أيضاً لجماعة جهادية، إنه ألغى بياناً سبق أن أصدره، لتضمنه «أخطاء علمية»، وهو البيان الذي أصدرته شخصيات محسوبة على التيار الحازمي قبل أن يتم إبعادها عن مواقعها داخل اللجنة المفوضة للتنظيم، في سلسلة إجراءات أمنية وإدارية قام بها التنظيم على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وعلق الكاتب العراقي في التنظيم الارهابي عمر الفلاحي أن التنظيم واجه «أكبر اختراق داخلي هدد كيانه». وتحدثت مصادر مطلعة عن هذه الأزمة الداخلية، وأكدوا أن التنظيم قام بتصفية داخلية لهذا الجناح، واعتقل واحتجز تحت الإقامة الجبرية كل «رؤوسه»، وأبعد عدداً من القيادات التي دعمتهم، وأبرزهم حجي عبد الناصر الذي كان يتولى إمارة سوريا، ويتهم أنه استغل فترة تواري ومرض البغدادي في الأشهر الماضية ليتفرد بالقرارات داخل سوريا، وتتردد انباء ان القيادي الرفيع بالتنظيم حجي عبد الناصر الذي كان يتولى امارة سوريا، ساهم بدعم هذا التيار، وان كان هناك من ينفي ذلك مبررا ان الحج عبد الناصر اضطر لمجاراة هذا التيار نظرا للتخلخل الكبير بالتنظيم خصوصا مع غياب البغدادي لأشهر طويلة، خاصة وان عبد الناصر وهو تركماني من بلدة تلعفر كان من ابرز الذين قاتلوا ولاحقوا عناصر الحازمية في بدايات ظهورهم عام 2014. ومن ضمن القيادات التي أبعدت ايضاً أبو مرام الجزائري، وأبو حفص الودعاني الجزراوي، وأبو أسماء التونسي، وكان تمركزهم في وادي الفرات ودير الزور.
وجاءت أغلب انتقادات التنظيم للتيار الحازمي من خلال بيان صوتي ألقاه القاضي الشرعي البارز في التنظيم ابو عبد الرحمن الزرقاوي، وهو من أبرز خصوم التيار الحازمي، وتعرض للاعتقال على يد القيادات المحسوبة عليهم في الأشهر الماضية.
وفي البيان الصوتي الذي تلاه ابو عبد الرحمن الزرقاوي (ويطلق عليه أبو عبد الرحمن الشامي أيضاً)، اتهم أتباع التيار الحازمي داخل التنظيم بالارتباط بالنظام السعودي، واعتبر أن وجود مشايخهم في السعودية وإن داخل السجون، قد يكون محاولة لتلميعهم من الحكومة السعودية، في إشارة لمتزعم التيار احمد عمر الحازمي، ووصف التنظيم هذا التيار الذي تمت تصفيته، بأنصاف المتعلمين والغلاة بالتكفير و«الخوارج»، وذكر بتكفيرهم لبعض العلماء كالنووي والعسقلاني، كما أعلن عن سلسلة إصدارات تتعلق بأحكام فقهية، أحدها عن «الخارج لديار الكفر اضطراراً»، وهي تتعلق على ما يبدو بمراجعة للموقف من خروج المدنيين من مدن التنظيم، بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها السكان المحليون لتنظيم «داعش»، بتعريضه حياة المدنيين للخطر خلال النزاع المسلح، وصولاً لتنفيذ إعدامات ميدانية دموية بحق النازحين من مدنهم.
وسبق للزرقاوي الذي يطلق عليه اللقب لعلاقته القديمة بمؤسس التنظيم، أن ظهر في تسجيل صوتي لجلسة نقاشية تظهر خلافاً حاداً مع شرعيين آخرين في التنظيم حول هذه المسائل، وتشير الأنباء إلى أن الشامي عين أخيراً قاضياً عاماً وعضواً في اللجنة المفوضة العليا، وهو بمثابة انتصار لجناح «البنعلي»، أي للتيار الذي كان يقوده الشرعي الأبرز للتنظيم البنعلي ومعه القحطاني والكويتي، وجميعهم أصدروا بيانات مكتوبة ومسجلة قبل مقتلهم، شرحوا فيها خلافهم مع التيار القريب من أفكار الحازمية داخل التنظيم المتعلقة بما يعرف بـ«التكفير بالسلسلة والعذر بالجهل».
الكاتب: وائل عصام
المصدر: صحيفة القدس العربي