الفريق الأول يخوض حروباً طويلة "متتالية" منذ سنوات لم يستطع حسم أي منها بالمفهوم العسكري الصرف. بل يأخذ عليه مناوئوه أنه أخفق في التعلم من تجاربه وها هو يكررها المرة تلو الأخرى "علً نتيجة مُرْضية تبرز" من براثن الفشل الميداني.
قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعم وتأييد واسع من هذين الفريقين، الانتقال إلى فتح جبهة جديدة إلى جانب "الأزمة النووية مع كوريا الشمالية"، بإطلاق تصريحات متشددة وهادفة للنيل من الإتفاق النووي المبرم دولياً مع إيران؛ عززتها بتجديد السردية الرسمية السابقة المناوئة لإيران "وسلوكها الضار في الإقليم".
التوجه المشار إليه لا ينبغي أن يفاجيء أحداً، إذ دأب ترامب وفريقه على التنديد بالاتفاق النووي خلال حملته الانتخابية وعزمه على "تمزيقه" إرباً. كما أن إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الإبن منحت الأولوية لنهج المواجهة والتهديد المباشر لإيران، وأرست شعوراً بأن الباب مشرعاً لمفاوضات مع إيران حول ملفها النووي.
إدارة بوش "اشترطت" قبول إيران المسبق لمجموعة من الشروط والقيود قبل بدء المفاوضات، مع إدراكها بأن اشتراطاتها لا يمكنها الدفاع عنها في الساحة الدولية – كما تردد بعد انتهاء ولايتها الرئاسية. أما أقصى ما كانت تربو إليه فهو "الإدعاء امام حلفائها بأنها تبدي مرونة في التعامل مع إيران"، دون تحمل ما ينطوي على الالتزام بالتفاوض من أعباء.
ما أفضى إليه الجدل الداخلي هو عودة الحياة إلى شرايين "مراكز الفكر والأبحاث ومجوعات الضغط (اللوبيات)، وكبار الممولين" إلى دائرة صنع القرار؛ والذين شكلوا قطباً نافذاً يحسب له في عهد الرئيس باراك أوباما وأنفق مبالغ كبيرة قدرت بعشرات ملايين الدولارات آنذاك للحيلولة دون مضي الرئيس أوباما في التوصل للاتفاق النووي.
المصدر: الميادين