وأضافت الدراسة -التي نشرها المعهد الأورشليمي للشؤون العامة والدولة- أن الحافز الذي يدفع "إسرائيل" لتفضيل بقاء السيسي يكمن في أن مصر هي أكبر دولة عربية، ترتبط معها بمعاهدة سلام، ولدى "إسرائيل" منظومة تعاون أمني ممتازة معه، بجانب التنسيق معه في المجال السياسي.
ورأت الدراسة -التي أعدها الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم- أن مصر التي قد تشهد منتصف العام القادم 2018 انتخابات رئاسية، بدأت تعيش ساحتها السياسية حالة من الغليان منذ الآن استعدادا لها، حيث بدأ مؤيدو السيسي أنشطة سياسية وإعلامية لمنحه ولاية رئاسية جديدة، أو تمديد فترة ولايته الحالية، من خلال تعديل الدستور، بالتزامن مع بدء تشكيل جبهة سياسية تعارض استمرار حكم السيسي من بعض الشخصيات المصرية.
وأوضح بن مناحيم -وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)- أن معارضي السيسي يدعون لوقف تدخل السلطة التنفيذية في المؤسسة القضائية، وإطلاق سراح المعتقلين، ومعارضة نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.
وأشارت الدراسة إلى أن السيسي في نظر معارضيه يقود مصر نحو الظلام والحكم الاستبدادي، والغلاء والتنازل عن حقوق مصر، وأنه ينتهج سياسة القبضة الحديدية بملاحقة جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات المسلحة، ومنذ سيطرته على الحكم أواسط 2013 اعتقلت أجهزة الأمن المصرية عشرات الآلاف من معارضيه السياسيين ومؤيدي الإخوان المسلمين.
وسردت الدراسة الإسرائيلية جملة من الإجراءات الأمنية التي اتخذها السيسي ضد معارضيه، فقد حظر جماعة الإخوان المسلمين، وصنفها تنظيما إرهابيا، وأغلق عشرات المواقع الإلكترونية، وسن قانون الكيانات الإرهابية الذي يمنح الأمن المصري حرية عمل أوسع لملاحقة معارضيه، بجانب قانون الجمعيات الأهلية لتقييد نشاط المنظمات غير الحكومية ومؤسسات حقوق الإنسان.
وأشار بن مناحيم إلى أن خطوات السيسي القمعية الأخيرة أثارت غضب الولايات المتحدة، ودفعتها لتجميد مساعدات اقتصادية لمصر بقيمة 290 مليون دولار، لعدم إحراز تقدم بقضايا حقوق الإنسان، وكل ذلك يؤكد أن السيسي أعاد مصر عشرات السنين للوراء، وتحول لمستبد وديكتاتور.
وختمت الدراسة بالقول: تخشى المعارضة المصرية أن يؤدي عدم ظهور منافس للسيسي في انتخابات الرئاسة 2018 لتحويل مصر على يديه إلى ديكتاتورية كاملة، وتوقعت دخول جنرال متقاعد لمنافسة السيسي، حيث سيعمل أي مرشح للحصول على تأييد الإخوان المسلمين الذين يحظون بتأييد كبير بين المصريين.
وبغض النظر، فإن نجح مؤيدو السيسي في تمديد ولايته دون انتخابات، أو أن الانتخابات الرئاسية ستجرى في موعدها، فإن الأمور في مصر تزداد سخونة في الفترة القادمة.
الجزيرة