استبق عالم الدين السيد عبدالله الغريفي، موسم عاشوراء 1439 هجرية، والذي يحل بعد 9 أيام، بخطاب ناقد للإحياء العاشورائي.
خطاب تزامن مع دعوات متتالية لرواديد وخطباء حسينيين، بينوا فيها ضرورة تنقية الموسم من سلوكيات وظواهر باتت تسيء للذكرى وتغيب حقيقتها.
وفي حسينية بن خميس في السنابس، يوم الإثنين (11 سبتمبر 2017)، بدأ العريفي محاضرته التي حملت عنوان (ضوابط القصائد الموكبية)، ليقول: هنالك مجموعة مسئوليات تتحملها الأجيال الشيعية المنتمية إلى مدرسة الحسين (ع) تجاه موسم عاشوراء، تشمل الحفاظ على استمرار الموسم وعلى أصالته، والأصالة تعني الصورة النقية لموسم عاشوراء، إذ يجب أن نحرص على أن لا يقتحم موسم عاشوراء أي دخيل يسيء إلى سمعة هذا الموسم، في ممارسات وسلوكيات، وفي أنماط نسميها شعائر ومراسيم وهي دخيلة على موسم عاشوراء.
وأضاف: المسئولية الثالثة، هي التطوير والتجديد ضمن الضوابط والمعايير التي يحددها الشرع.
وفي الحديث عن مواكب العزاء، حدد العريفي معادلة الموكب الناجح، على النحو التالي: أعطني إشرافا ناجحاً وخطابا موكبيا ناجحاً وجمهورا موكبيا ناجحاً، أقول لك حققت موكبا عاشورائيا ناجحا.
وتعبيرا عن أهمية الحديث عن (ضوابط القصائد الموكبية)، قال الغريفي: "القصيدة الموكبية بحاجة إلى ضوابط، ومشكلتنا أن كثير من ممارسات عاشوراء فصلناها عن الضوابط التي حددها الشرع، وهذا خطر على مراسيم عاشوراء"، وتابع: خطر أن نترك مراسم عاشوراء لمزاجات الناس والشارع، هذا أخطر ما يسيء إلى هذه المراسيم.
وبعد أن شدد على ضرورة إخضاع كل مراسيم عاشوراء إلى الضوابط التي حددها الشرع، تناول العريفي 3 أنواع من الضوابط للقصيدة الموكبية، وتشمل: المضمون، واللغة، واللحن.
وتوضيحاً لذلك، قال: يجب أن تحمل القصيدة الموكبية مضمونا عاشورائياً، وحين تخرج عن هذا المضمون العاشورائي فلم يعد هذا موكباً..
*وحول الحزن العاشورائي، قال: هناك منحيين خطيرين، الأول يدعو لقصيدة بعيدة عن الدمعة العاشورائية، وهو يلغي وهج عاشوراء وهو مرفوض، والمنحى الثاني معاكس ويقول (نحن نقدم الدمعة العاشورائية ولسنا بحاجة لثقافة وفكر ووعي)، وهذا منحى خطير أيضاً، فأن ننتج أجيالاً بكائين بلا وعي، هذا خطر على أجيالنا، وأن نخلق أجيالاً يحملون فكر وثقافة بل أحاسيس ومشاعر باكية، فهذا خطر أيضاً، ولا بد من توازن بين الوعي والعاطفة* .
المصدر: بحرين أنالايسز